تزخر النصوص الشرعية من الكتاب والسنَّة بالدعوة إلى حقوق الإنسان بإشارات صريحة وضمنية يمكن البناء عليها والتأسيس لثقافة حقوق الإنسان بلغة حديثة تتناسب مع متطلبات هذا العصر. ليتم تداولها في مختلف منابر العلم والثقافة. وتنبثق أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان من كون هذه الثقافة أحد دعائم استقرار المجتمع وتماسك أفراده، إلا أن مجتمعاتنا مازالت تعاني من غياب هذه الثقافة وبالتالي تظهر العديد من التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان إما من قبل جماعات أو أفراد؛ مما ينتج عنه خلل في مستويات العلاقات الاجتماعية. لذا فلا بد من تأسيس ثقافي منهجي لأفراد المجتمع بمختلف طرق نشر الثقافات. ولكون مناهج التعليم العام أحد أهم وسائل نشر الثقافة، فإنه يجدر بواضعي المناهج والمقررات الدراسية أن يستثمروا ما تتضمنه تلك النصوص، وأهمية إدراجها في مناهج التعليم. حيث نلاحظ غياب ثقافة حقوق الإنسان عن مناهجنا، ويؤكد ذلك ما توصلت إليه الكاتبة في دراستها التي تناولت حقوق المرأة المسلمة في مراحل التعليم الأساسي (الدهيمان 1430ه)، والعديد من الدراسات الأخرى التي تعج بها رفوف المكتبات، تلك الدراسات التي تستمد أهميتها من كونها دراسات محلية ولقرب باحثيها من معرفة احتياجات هذا المجتمع وجوانب القصور فيه. كما يجدر بواضعي المناهج مواكبة جهود المملكة في هذا الاتجاه وإعادة النظر في تضمين مفاهيم حقوق الإنسان لجميع الفئات: المرأة، الطفل، ذوي الاحتياجات الخاصة، الوالدين، وما إلى ذلك من فئات المجتمع المختلفة بقوالب مدرسية حديثة متفقة مع الأصول الشرعية من جهة واحتياجات المجتمع من جهة أخرى. * أكاديمية تربوية ناشطة في حقوق المرأة