لقد كان لافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول الأثر البالغ في مسيرة تعزيز الحراك العلمي في المملكة. فبعد موافقته السامية قبل أيام معدودة على استحداث أربع جامعات إضافية ليصل عدد الجامعات في المملكة العربية السعودية أضعاف ما كانت عليه قبل سنوات ليست بالبعيدة، يشرف - يحفظه الله - بافتتاح جامعة عالمية على ضفاف الساحل الغربي للمملكة تعتمد خطة للبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع ترتكز على برامج الدراسات العليا في مجال العلوم والهندسة والتقنية بفروعها المختلفة ومن ضمنها علوم الحاسب والمعلومات التي أصبحت تمثل قطب الرحى في جميع الأنشطة الحياتية، ويتولى المهمة فيها نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين المتميزين والطلبة الموهوبين بهدف دعم التنمية الصناعية والتوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث تضم الجامعة أربعة مراكز بحثية للعلوم التطبيقية تهتم بدراسة وتطوير الاحتياجات الصناعية والاقتصادية للمملكة، ومن أبرزها معهد الرياضيات التطبيقية وعلم الحاسب الآلي، ويركز هذا المعهد على تقنيات البرمجيات اللغوية واستخدام الحاسب في تطبيقات اللغويات كالتعرف على الأصوات واستخلاص المعاني، واستخدام الحاسب في حل المشكلات العلمية، كما ستشمل بحوث تقنية المعلومات والاتصالات مشاريع بحثية في مجالات مختلفة مثل: أمن المعلومات، والاتصالات الشبكية، والتعامل المعلوماتي والتي يحتاجها الوطن بشكل كبير. إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من أهم المشاريع العلمية الرائدة في المملكة، حيث تعتبر من أفضل المراكز العالمية المتخصصة لاستقطاب المتميزين للبحوث العلمية، والابتكار، والإبداع، ومن المأمول بإذن الله أن تسهم بشكل فاعل في زيادة أعداد الحاصلين على براءات الاختراع من أبناء المملكة العربية السعودية وترجمتها إلى مشاريع يمكن الإفادة منها في المجال الصناعي والاقتصادي للمملكة من خلال تحقيق مشاركة فاعلة ومستدامة مع القطاع الخاص، حيث إنها بيئة محفزة جاذبة للعلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم بأسره، ولرعايتها الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة من السعوديين وغيرهم، إضافة إلى عقدها اتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون مع مراكز البحث العلمي العالمية المرموقة والتي سوف تسهم في تعزيز جودة المنتج البحثي. إن هذا الصرح العلمي الراقي والجديد الذي تحقق وأصبح فعالية ملموسة يجب أن يُستثمر أفضل استثمار بما يعود بالنفع على هذا الوطن وعلمائه ومجتمعه، فهو فرصة للعلماء والأكاديميين السعوديين للتعاون مع هذه الجامعة بما لديهم من معرفه .. ولقد أكد هذا المعنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين أكد على أن تطور التعليم العالي لابد أن تنبع دواعيه ودوافعه ومقوماته من ارض وإنسان هذا الوطن لا من غيرهما حسب منهجية مدروسة تعي أهمية خلق جو من حب التعلم والبحث العلمي. إذاً فهذا حافز في نفس الوقت لكل الباحثين والأكاديميين في بلدنا على الاسهام بالرأي والفكر والبحث لدعم مسيرة التعليم العالي في هذا الوطن العزيز؛ فالمملكة العربية السعودية مقبلة على نهضة علمية واعدة بإذن الله حيث يبدو ذلك جليا من خلال اهتمام الدولة رعاها الله بالتعليم العلي والبحث العلمي، ولإدراك القطاعات الخاصة لدوره في هذا الشأن المهم. التقدم العلمي بلا شك يزدهر بالاتصال بين العلماء وذوي الاختصاص في أنحاء العالم وتعزيز التعاون العلمي فيما بينهم وبالذات فيما بين جامعات الدولة الواحدة ؛ فجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سوف تكون حلقة الوصل إضافة إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتحقيق التعاون الشامل بين الجامعات السعودية ومراكز البحوث في مجال العلوم والتقنية باعتبار أن الجامعة تحتوي على عدة مراكز علمية وبحثيه تعتبر رافدا أساسيا للعملية التعليمية والبحثية في المملكة، وما مبادرة جامعة الملك عبدالعزيز للتعاون الفعلي مع جامعة الملك عبدالله وذلك عبر تأسيس وثيقة تعاون بعيدة المدى في مجالات الأبحاث العلمية وتبادل أعضاء هيئة التدريس وإرسال الطلاب للالتحاق بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عبر برامج الدراسات العليا إلا دليل على استشراف مستقبل زاهر للتعاون الجامعي المثمر بين الجامعات السعودية. * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية