صدرت تحذيرات أخرى من الأمن الغذائي المُزعزع بلغ نقطةً حَرجِة وبات يؤثّر على 31 بلداً تتطلّب اليوم معونات الطوارئ، وفي شرق إفريقيا بالذات، بلغ الوضع من الخطورة بسبب الجفاف والنزاعات ما يستدعي تقديم معوناتٍ غذائية عاجلة لنحو 20 مليون شخص وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في أحدث إصدارٍ لنشرتها "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية"، من أن أسعار المواد الغذائية لدى البُلدان الفقيرة التي تعتمد كليّاً على واردات الغذاء لم تَزل تُعانِت في ارتفاعها رغم إنتاجٍ عالميّ جيّد من الحبوب عام 2009. ويأتي توقيت التقرير خصيصاً قبيل انعقاد مؤتمر القمّة العالمي للأمن الغذائي المُرتقَب بالعاصمة الإيطالية ووفق بيان صحفي تلقت (الرياض) نسخة منه "رغم انخفاض أسعار المواد الغذائية الدولية بنسبة كبيرة من مستويات الذِروة التي بلغتها منذ سنتين، فقد تعزّزت أسعار الذرة والقمح في غضون أكتوبر ولم ينفكّ الأرز الموجَّه للتصدير يُتداوَل بأسعارٍ أعلى من مستويات ما قبل الأزمة بفارقٍ واسع"قال الدكتور حافظ غانم، المدير العام المساعد، لدى المنظمة "فاو" أن "الأزمة لم تنته بعد بالنسبة لسكان العالم الفقراء ممن يُنفقون ما يصل إلى 80 بالمائة من ميزانية الأسرة على شراء الغذاء...". وأضاف أن "الأولويّة العالمية تَنصَبُّ الآن على زيادة الاستثمارات في خدمة القطاع الزراعي لدى البلدان النامية كوسيلة لمكافحة الفقر والجوع"، وأضاف البيان الذي نشرته "الفاو" على موقعها الالكتروني فمن المُقدَّر "أن ينخفض إنتاج الحبوب عام 2009 عن مستواه الجيِّد للسنة الماضية، وقد تطلّبت مستويات الأمطار دون المتوسط المعتاد، إعادة الزَرع في العديد من أجزاء غرب إفريقيا وأوقعت خسائر في الثروة الحيوانية بمالي وتشاد والنيجر. كذلك لم تزل أسعار الحبوب في الإقليم أعلى بكثير مما كانت عليه قبل أزمة ارتفاع أسعار الغذاء، فعلى سبيل المثال، بلغت أسعار الدخن في أسواق باماكو، عاصمة مالي، وأوغادوغو في بوركينا فاسو، ونيامي في النيجر نِسباً أعلى بمقادير 35 و42 و21 بالمائة على التوالي مقارنةً بمستوياتها في نفس الفترة من عام 2007. أمّا أسعار الأرز المستورَد فكانت أعلى بما يتراوح بين 22 و46 بالمائة. وتُحذّر المنظمة "فاو" أيضاً من أنّ الانخفاض المتوقَّع في إنتاج نيجيريا من الحبوب يمكن أن يُفضي مجدداً إلى موجةٍ من ارتفاع أسعار الحبوب عبر إقليم غرب إفريقيا.وفي آسيا، تُسقِط التوقّعات إنتاجاً أسوأ لمحاصيل الأرز عام 2009 مما قدَّرته التنبؤات السابقة، بسبب الأمطار الموسمية غير المنتظمة خلال يوليو/تموز بمناطق الإنتاج الرئيسية لهذا المحصول الأساسيّ في الهند... ونظراً إلى الكوارث الطبيعية في بُلدانٍ أخرى بالإقليم، بما في ذلك اليابان، وجمهورية كوريا، وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، وسري لانكا.