يظل وصْفُ مدرب النصر الأورجواني جورج داسيلفا من قبل البعض بأنه مدرب سيئ، والمطالبة بإلغاء عقده دون التفكير بمن هو البديل؛ فيه الكثير من التسرع المبني على العاطفة، والتي لا تنظر لعواقب مثل هذه القرارات؛ فكيف سيكون الحال مع مدرب جديد يتولى الإشراف على الفريق في خضم المنافسة على بطولات عدة داخلية وخارجية، وهل من السَّهل التعاقد مع مدرب عالمي في هذه الفترة؛ خصوصا وأن معظم الأندية تعاني الأمرَّين من الوصول إلى المدربين الكبار بعد توقف النشاط في ملاعب العالم؛ ما يعني أنَّ الوضع سيكون أكثر صعوبة في هذا الوقت. أعتقد أنَّ أحد أكبر مشاكل داسيلفا أنه يعمل وعينه على إحراز بطولة، وهذا ما قاده إلى الوقوع في خطأ إشراك لاعبين كبار في السِّن في البطولات الثلاث (دوري "زين"، وكأس فيصل، والبطولة الخليجية)، وعواقب هذا القرار الوخيمة ستظهر مساوئها بصورة أكبر مع بداية الدور الثاني؛ عندما يكتشف الجهاز الفني أنَّ اللاعبين خاضوا كما كبيرا من المباريات يفوق طاقتهم فلم يعودوا قادرين على مواصلة العطاء بالجهد الذي كان مع بداية الموسم، وداسيلفا ليس مدربا مغمورا؛ بل اسم كبير، وسجله التاريخي يشهد بكفاءته، والإدارة نجحت في التعاقد معه بديلا عن الأرجنتيني باوزا الذي اعتذر في وقت حرج؛ لكن المشكلة تكمن في التعامل مع الفريق، والاستحقاقات، وأهمية التركيز على المواهب الشابة، التي نتساءل جميعا عن أسباب تغييبها عن الفريق الأولمبي، وهم الذين كشفوا متانة القاعدة (الصفراء)، وفرْض وجود لاعبين غير منتجين؛ لا هم الذين جلبوا للفريق الفوز، وكانوا في الوقت ذاته سببا في تعطيل بروز مواهب النصر. داسيلفا وإنْ أخطأ فيظل مدربا كبيراً، ولو اكتفى بالتركيز على الفريق الأول، ومنح الإشراف على الأولمبي لمدرب آخر؛ لقلَّت حدة المطالب بإقالته، إذ كان سيناريو الخسارة من الهلال في كأس فيصل مؤثراً، والهزيمة من الوطني أخيراً بثلاثة هي ما زادت الأمور سوءاً، وجلبت له وجع الرأس. باختصار ** داسيلفا لا يزال بحاجة للفرصة، وهو لم يختر الأجانب الأربعة الذين حضروا فقد تم التعاقد معهم قبل الاتفاق معه، وفترة التسجيل الثانية ستكون اختباراً حقيقيا لعمل الإدارة والجهاز الفني. ** كأس فيصل كان فرصة سانحة لضخِّ دماء جديدة في عدد من المراكز؛ وخصوصاً منطقة قلب الدفاع. ** شباب النصر قدموا في كأس الاتحاد، ومع بداية الدوري الممتاز ما أكد متانة القاعدة، وهو نتاج عمل الإدارة، ووقفة داعم الفئات السِّنية. ** تنصيب الأمير فيصل بن تركي رئيساً للنصر لأربع سنوات مقبلة وبدعم من أعضاء الشرف هو أهمُّ بكثير من إحراز فريق كرة القدم لبطولة هذا الموسم؛ فإدارته عملت خلال الفترة القصيرة الماضية، وأنفقت الكثير، وقدمت ما يشير إلى قدرة أكبر على إعادة هيبة النصر.