تمكن سعد الحريري، نجل رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل العام 2005، من تشكيل حكومة جديدة رأت النور أمس بعد اكثر من اربعة اشهر من المفاوضات الشاقة التي اظهر خلالها الكثير من الصبر والقدرة على التفاوض. وهي المرة الاولى التي يرئس فيها الحريري (39 عاما) حكومة، علما انه برز الى الواجهة السياسية بعد مقتل والده في فبراير 2005، ثم فاز في الانتخابات النيابية في يونيو من العام نفسه على رأس تحالف واسع من التيارات والشخصيات السياسية. وتعتبر حكومة مقبولة من جميع الأطراف عاملا اساسيا للحفاظ على الاستقرار في البلاد التي تواجه توترا طائفيا وسياسيا فضلا عن عبء الديون الضخمة والحاجة الى اصلاح اقتصادي. وقال الحريري بعد اعلان التشكيلة الحكومية الذي اعقب اجتماعا مع الرئيس ميشال سليمان انضم اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري "اخيرا ولدت حكومة الوفاق الوطني. طوينا صفحة لا نريد ان نعود اليها وفتحنا صفحة جديدة نتطلع ان تكون صفحة وفاق وعمل في سبيل لبنان." واضاف "هذه الحكومة على صورة لبنان الحالي التي تبدو في عيون البعض صورة للخلافات الطائفية والسياسية ولكن يجب ان نثبت لكل العالم انها في عيون اللبنانيين هي الصورة الواقعية للوفاق الوطني الحقيقي." وقضى الحريري اكثر من اربعة اشهر وهو يحاول ابرام اتفاق مع المعارضة للانضمام الى حكومة وحدة وطنية. ويضم مجلس الوزراء الجديد المؤلف من 30 وزيرا 15 وزيرا من ائتلاف الحريري وعشرة وزراء من المعارضة من بينهم وزيران من حزب الله في حين عين الرئيس ميشال سليمان خمسة وزراء. واحتفظ زياد بارود والياس المر المواليان للرئيس بمنصبيهما وزيرين للداخلية والدفاع في حين تم تعيين وزيرين جديدين للخارجية والمالية. وعينت ريا الحفار الحسن وزيرة للمالية ومسؤولة عن ادارة الدين العام الضخم للبنان وتولى الدكتور علي الشامي منصب وزير الخارجية وهو استاذ محاضر للدراسات العليا في الجامعة اللبنانية تقاعد هذا العام. ووزيرة المالية الجديدة التي تعتبر من المقربين من الحريري حاصلة على ماجستير من جامعة جورج واشنطن في الولاياتالمتحدة وتتولى حاليا منصب مديرة برنامج الاممالمتحدة للتنمية وملحقة بمكتب رئيس الوزراء. وعين الشامي (64 عاما) وزيرا للخارجية بعد ان رشحه رئيس مجلس النواب نبيه بري الحليف الوثيق لحزب الله. وسيمثل رأس الهرم الدبلوماسي للبلاد عندما يحصل لبنان على مقعد في مجلس الامن في بداية العام المقبل. وفي ما يلي نص التشكيلة الوزارية: سعد الحريري: رئيس الوزراء (يرئس الحكومة لأول مرة)، و الياس المر: نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الوطني (احتفظ بحقيبته)، وبطرس حرب: وزير العمل (وزير سابق)، وأكرم شهيّب: وزير المهجرين (وزير سابق)، وغازي العريضي: وزير الأشغال العامة (احتفظ بحقيبته)، وميشال فرعون: وزير دولة لشؤون مجلس النواب (وزير سابق)، وعلي حسين عبد الله: وزير الشباب والرياضة (وزير سابق)، وعدنان قصّار: وزير دولة (وزير سابق)، ومحمد خليفة: وزير الصحة (احتفظ بحقيبته)، ومحمد الصفدي: وزير الاقتصاد والتجارة (احتفظ بحقيبته)، وطارق متري: وزير الإعلام (احتفظ بحقيبته)، ومحمد فنيش: وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية (وزير سابق)، وجان أوغاسابيان: وزير دولة (احتفظ بمنصبه)، وابراهيم نجّار: وزير العدل (احتفظ بحقيبته)، و وائل أبو فاعور: وزير دولة (احتفظ بمنصبه)، وزياد بارود: وزير الداخلية والبلديات (احتفظ بحقيبته)، وجبران باسيل: وزير الطاقة والمياه (وزير في الحكومة السابقة)، وحسين الحاج حسن: وزير الزراعة (وزير لأول مرة)، وابراهام دادايان: وزير الصناعة (وزير لأول مرة)، ومنى عفيش: وزير دولة (وزيرة لأول مرة)، وعلي الشامي: وزير الخارجية والمغتربين (وزير لأول مرة)، وحسن منيمنة: وزير التربية (وزير لأول مرة)، وعدنان السيّد حسين: وزير دولة (وزير لأول مرة)، وشربل نحّاس: وزير الاتصالات (وزير لأول مرة)، وفادي عبود: وزير السياحة (وزير لأول مرة)، وسليم الصايغ: وزير الشؤون الاجتماعية (وزير لأول مرة)، وريا حفّار: وزيرة المالية (وزيرة لأول مرة)، ويوسف سعادة: وزير دولة (وزير لأول مرة)، وسليم وردة: وزير الثقافة (وزير لأول مرة)، ومحمد رحّال: وزير البيئة (وزير لأول مرة). وستكون أول مهام الحكومة الجديدة وضع بيان بشأن سياساتها وتقديمه إلى البرلمان للتصويت على الثقة في الحكومة. إلى ذلك، رحبت فرنسا بتشكيل الحكومة الجديدة مؤكدة لرئيس الوزراء سعد الحريري "دعمها الكامل"، وذلك في بيان لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وقال كوشنير في البيان "ارحب باعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان واجدد ثقة فرنسا ودعمها لرئيس الوزراء سعد الحريري". واضاف ان "سعد الحريري وحكومته يمكنهما الاتكال على الدعم الكامل لفرنسا التي ستواصل تحركها من اجل وحدة واستقرار وسيادة واستقلال لبنان". وشدد على ان فرنسا "ستواصل التزامها" في اطار قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) التي تضم 13 الف جندي و"تجدد دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان" المكلفة محاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري العام 2005.