عمدت الجهات المختصة في المدينةالمنورة على فتح أبواب "مقبرة البقيع" أمام الزوارعقب الصلوات الخمس المفروضة، حيث ينادى على الصلاة على الأموات في الحرم النبوي، ومن ثم الذهاب بهم للبقيع، وهناك ينتهز الحجاج والزوار هذه الفرصة للدخول خلف المشيعين ولا احد يمنعهم من الحراس، وهكذا نجد ان أبواب البقيع تكاد تكون مفتوحة لكل من أراد الزيارة سواء فى الأوقات الرسمية او بعد الصلاة على الأموات. وقد اكتسب بقيع المدينةالمنورة أهميته من تكرار زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم له ودعاؤه للمدفونين فيه والسلام عليهم، وكذلك لوجود عدد كبير من أصحاب الرسول مدفونين فيها، ومنهم كبار الصحابة والمبشرون بالجنة، إلى جانب بعض زوجات النبي وأولاده وبناته الذين دفنوا فى هذه البقعة المباركة سواء فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم او بعد مماته وانتقاله للرفيق الأعلى. ويقول احد المرشدين في المقبرة ان دورنا هو إرشاد الزائر للتقيد بالزيارة الشرعية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي لا تتعدى السلام على أصحاب البقيع والدعاء لهم " السلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن اللاحقون اللهم لاتحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم"، اما ما عدا ذلك من تصرفات واعمال شركية وبدع فان الإسلام نهى عنها حسب توجيه رسول الله ولم ينزل الله بها من سلطان ولا تقدم ولا تؤخر. ومن التصرفات غير المرغوبة إدخال حبوب الحنطة والذرة والشعير ونثرها لحمام الحرم، معتقدين ان ذلك فيه أجر ومرغوب وينفع في الدنيا والآخرة ، ومن جراء هذا التصرف كثرطيرالحمام داخل البقيع وحول الحرم وتسبب في أذية للمصلين وانتشار الروائح الكريهة من مخلفاته على رخام الساحات المحيطة بالحرم، بل ان بعض مخلفاته على رخام الأرضيات تؤدى إلى انزلاق كبار السن من الحجاج وحدوث بعض الاصابات. والإسلام دين الوسطية والاعتدال قد حذر من الغلو والبدع والمخالفات، فالزيارة المحددة شرعاً جائزة سواء زيارة المسجد النبوي الشريف او الروضة الشريفة او الأماكن الأخرى كمسجد قباء او المساجد السبعة ومعركة احد وقبر سيد الشهداء او مسجد القبلتين فكل هذه الاماكن يجب ان يتبع الهدي النبوى فى زيارتها دون غلو أو ارتكاب المخالفات الشرعية.