** باختيار الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزيراً للشؤون البلدية والقروية..تؤكد هذه البلاد قدرتها على الاستمرار والتطلع إلى المستقبل الأفضل..بتعزيز الثقة في الجيل الجديد..واستثمار علمه وطموحاته..ورؤاه الجديدة في تحقيق المزيد من التقدم والنماء.. ** ولاشك أن الأجيال الجديدة..هي نتاج أمين لخبرات مخلصة وقديرة أورثتهم الكثير من الخبرات الفائقة..وساهمت في وضع أقدامهم على الطريق الصحيح ومكنتهم من إثبات وجودهم عن استحقاق.. ** وكما قلت يوم أمس.. ** فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية مرشحة لدخول مرحلة جديدة من العمل الخلاق لتغيير أوجه الحياة في مدننا وقرانا..وتعزيز صلة الإنسان بمدينته وقريته..وفي النهاية بوطنه..عندما يجد كل شيء في خدمته..ويعمل على تأمين مصالحه..وترسيخ علاقته ببلده.. ** لكن ما أريد التركيز عليه اليوم هو: إن الوطن يتحرك بسرعة تفوق تحرك العديد من الوزارات والمصالح..وإن التقدم الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه يرتبط إلى حد كبير بمدى ما يتوفر من حلول عملية للمشكلات التي يعاني المجتمع منها..وإن في مقدمة هذه المشاكل التي نعاني منها توجيه القدرات والطاقات لغير ما يجب أن توجه له..أو فوق ما يجب أن تنفق عليه.. ** وإنه نتيجة لكل ذلك..برزت فجوة كبيرة بين المدن والأرياف..بفعل الفارق الكبير في مستوى الخدمات..وندرة المقومات المؤدية إلى الارتفاع بمستوى حياة السكان.. ** وبالتأكيد فإن سمو الوزير..يعرف أن الكثير من المناطق النائية..سواء في الشمال أو الجنوب.. لم تحظ في الماضي بالحد الأدنى من الاهتمام..أو الخدمات..أو المشاريع..أو الاعتمادات المالية..الأمر الذي جعل خادم الحرمين الشريفين يركز في السنوات الأخيرة على أهمية تبني خطط متوازنة تؤدي إلى مضاعفة الاهتمام بكل مدينة وقرية وهجرة.. ** وما حدث هو.. ** إن هذه المناطق اتجهت إلى التنمية الرأسية..وبدأت من أعلى..ومنها مشاريع المدن الصناعية والاقتصادية الكبرى..وهي مشاريع مستقبلية ضخمة وواعدة..ومدعاة للتفاؤل والسعادة.. ** غير أن أوجه الحياة الأخرى..ومشاريع البنية الأساسية..والخدمات المختلفة البسيطة ظلت على ما كانت عليه..ولا ندري كيف يمكن لهذه المناطق أن تواجه حالة الانشطار هذه في المستقبل..بين تنمية رأسية واسعة..وبين نقص كبير في التجهيزات الأساسية وتهيئة المجتمعات النائية بما يمكنها من معالجة الاختلالات الموجودة بها..والانتقال المتوازن من حياة بائسة إلى حياة مكتملة التطور بسهولة. ** صحيح أن المسألة لا تعني وزارة الشؤون البلدية والقروية وحدها.. ** وصحيح أن الأمر يتطلب خططاً عليا ومشتركة موازية لخطة بناء المزيد من المدن والمشروعات الضخمة.. ** غير أن الأكثر صحة هو..أن الفرصة قد حانت الآن بمجيء الأمير منصور إلى هذه الوزارة بروح متوثبة..وطموح كبير..بأن تكون وزارته في مقدمة من يعالج مشكلة الفجوة حتى داخل المنطقة الواحدة بين نمو قوي..وعجز واضح..وذلك بتدارس الكيفيات المؤدية إلى مواكبة هذه النقلة الصناعية والاقتصادية بما تستحقه من خدمات ومشاريع وبرامج وتنمية بشرية من شأنها أن تستثمر تلك المشروعات الضخمة بدلاً من أن تحدث كوارث عميقة جراء تفاوت أنماط التفكير والتخطيط والعمل على بنائها.. *** ضمير مستتر: **( الكثير من الأحلام قابلة للتحقيق إذا توفرت الإرادة..والإخلاص..والقدرة على الابتكار).