كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس النقاب عن توصل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الى "تفاهم سري" مع ادارة باراك اوباما من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، يتم الاعلان عنها من طرف واحد. وحسب الصحيفة فان هذا الاعلان سيجعل أي تواجد اسرائيلي خلف الخط الاخضر ، حتى في القدس ، غزوا غير شرعي بحيث يكون للفلسطينيين الحق في الدفاع عن النفس. وقالت الصحيفة ان (اسرائيل) تتحسب من اعلان الفلسطينيين الاستقلال من طرف واحد على دولة في حدود 1967 في خطوة تحظى باعتراف مجلس الامن الدولي، الامر الذي دفع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، للطلب مؤخرا من واشنطن رفع الفيتو في وجه هكذا مشروع. وكان فياض عرض على الاسرة الدولية نهاية شهر آب(اغسطس) الماضي خطة مفصلة لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية وطرح جدولا زمنيا من سنتين لاستكمالها، الامر الذي استقبل بداية بشكل ايجابي في (اسرائيل) كونها تتحدث عن بناء مؤسسات وقوات امن ناجعة على غرار الخطة التي طرحها قائد الاركان السابق موشي يعلون". لكن مسؤولين اسرائيليين كبارا وجهات اخرى تعنى بالمسألة الفلسطينية قالوا ل "هآرتس" انه "الى جانب البنود التي نشرت في الخطة – والتي تتطرق الى نشاطات مشابهة ل "السلام الاقتصادي" لنتنياهو او افكار يعلون حول "بناء السلطة من اسفل الى اعلى" ، يوجد ايضا قسم سري لم ينشر ويتحدث عن خطوة من طرف واحد للاعلان عن الاستقلال. وقالت "هارتس" انه حسب خطة فياض، فانه وفي ختام الفترة الزمنية المخصصة لبناء المؤسسات الفلسطينية، ستتوجه السلطة الفلسطينية مع الجامعة العربية الى مجلس الامن والجمعية العمومية للامم المتحدة وتطلب "ادعاء سيادة" على حدود الرابع من حزيران 1967. وحسب الصحيفة فان فياض معني بان يبلور قرار مجلس امن جديداً يحل محل القرارين 242 و 383، على أمل أن يحظى بتأييد واعتراف من جانب الاسرة الدولية بحدود الدولة الفلسطينية. وفي مثل هذا الوضع، ستتعرض اسرائيل لضغط دولي كبير للغاية للانسحاب من الضفة الغربية". ونقلت "هارتس" عن اوساط تحدثت مع فياض في هذه المسألة " انها سمعت منه بانه تلقى ردود فعل متعاطفة من جانب عدة دول بارزة في الاتحاد الاوروبي كفرنسا والسويد واسبانيا. كما اشار فياض الى انه طرح الفكرة على الادارة الاميركية ولم يسمع منها معارضة للخطوة. وحسب مصدر سياسي اسرائيلي كبير فان فياض ادعى بانه توصل الى تفاهم في هذه المسألة مع الادارة الاميركية. وحسب الصحيفة فان مثل هذه الخطوة احادية الجانب لاعلان السيادة على حدود 67 تقلق اسرائيل جدا. وقد اجرى منتدى السباعية (المطبخ السياسي – الامني للوزراء) خلال الاشهر الاخيرة عدة مداولات حول هذا الموضوع، باعتبارها "هذه خطوة خطيرة للغاية". وحسب عدة مصادر في اسرائيل، فقد طرح نتنياهو المسألة في لقاءاته مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط، جورج ميتشيل، وطلب من الولاياتالمتحدة ان توضح لفياض بانها لن تدعم مثل هذه الخطوة بل وستفرض عليها الفيتو. وحتى الان لم يتلق نتنياهو جوابا واضحا من الادارة الاميركية حول موقفها من خطة فياض.