فتح ضابط أميركي من أصل فلسطيني كان سيرسل إلى العراق، النار الخميس في اكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم، ما أدى إلى مقتل 13 جنديا وجرح 30 آخرين، قبل إطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة. ويرقد الميجور نضال مالك حسن في العناية المركزة في قاعدة فورت هود بعد إطلاق النار عليه في الوقت الذي يسعى محققو الجيش الجمعة لمعرفة الأسباب التي دفعته إلى إطلاق النار على زملائه. وقالت عائلة حسن انه تعرض لمضايقات في عمله لأنه مسلم، كما كان خائفا من احتمال إرساله للخدمة في العراق. وتوقف العمل في قاعدة فورت هود، اكبر قاعدة عسكرية في العالم، ومن المقرر أن تجري في القاعدة اليوم مراسم حداد على القتلى. وأطلق حسن (39 عاما) النار من مسدسين لم يحصل عليهما من الجيش، في مركز طبي لمعالجة الجنود الذين يتم إرسالهم من القاعدة إلى العراق وأفغانستان، حسب مسؤولين. وقال قائد القاعدة الجنرال بوب كون ان احد المسدسات كان شبه رشاش "وهو ما يفسر كثافة النار التي اطلقها". واكد كون ان حسن نفذ الهجوم وحده. وفتح الكومندان مالك حسن النار في الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (19,30 تغ) في المركز الطبي، وتوجه بعد ذلك الى قاعة تجري فيها مراسم توزيع شهادات يحضرها حوالى 600 شخص. وكان اول من تصدى لحسن ضابطة اصيبت برصاصة، ولكنها بقيت على قيد الحياة وتمكنت من اصابته. واضاف كون ان حسن "لا يتحدث حاليا الى المحققين". وقال "برغم هول ما حدث، الا انه كان من الممكن ان يكون الوضع اسوأ"، مشيدا برد الفعل السريع على اطلاق النار. ومعظم الضحايا من العسكريين ونقل العديد منهم الى مستشفى محلي اطلق بعد ذلك نداء عاجلا للتبرع بالدم مع تدفق الجرحى على غرفة الطوارئ. وسادت مشاعر الصدمة القاعدة العسكرية عقب الحادث. وقالت ماري كيلر الرئيسة والمديرة التنفيذية للمركز العسكري لتعليم الاطفال الذي يساعد الشبان على التاقلم مع الحياة في الجيش "لا استطيع تصور ان احدا توقع ما حدث". img src="http://s.alriyadh.com/2009/11/06/img/675519081610.jpg" title="جنرال "روبرت كون" في المؤتمر الصحفي" جنرال "روبرت كون" في المؤتمر الصحفي واغلقت القاعدة الواقعة وسط تكساس عدة ساعات في الوقت الذي سعى المحققون لمعرفة دوافع الهجوم. وبعد مقابلة ما يزيد عن مئة شخص في الموقع، يبدو ان السلطات استبعدت امكانية وجود شخص ثان اطلق النار. وحسن هو طبيب نفسي عسكري كان يهتم بالجنود العائدين من مهمات في افغانستان والعراق. وقال ابن عمه نادر حسن انه "كان مرعوبا من فكرة ارساله" الى العراق، وانه كان يتعرض للمضايقة من قبل الجنود الاخرين خاصة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وصرح لصحيفة نيويورك تايمز ان حسن "اراد ان يفعل كل ما يمكنه بما تتيحه الانظمة لضمان عدم ارساله" الى العراق. واشار الى انه "عين محاميا عسكريا لمحاولة ايجاد حل للمشكلة. وكان مستعدا لان يدفع تعويضا للدولة حتى يتمكن من الاستقالة من الجيش لكنه استنفد كل الامكانيات وابلغ لتوه بانه سيرسل الى ارض المعركة". ونضال مالك حسن مولود في الولاياتالمتحدة لابوين فلسطينيين جاءا من مدينة صغيرة قرب القدس، حسبما ذكر قريبه. وقد عاش في فرجينيا (شرق الولاياتالمتحدة) ودرس في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا التي شهدت في 2007 حادث اطلاق نار كان الاسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدة واسفر عن سقوط 32 قتيلا. وعرضت شبكة سي ان الاخبارية فيديو مراقبة يظهر فيه حسن يرتدي "دشداشة" حسن في متجر بالقاعدة قبل ساعات من إطلاق النار في متجر صغير في القاعدة ويشتري القهوة ورقائق البطاطاس قبل ساعات من اطلاق النار. وفي كلمة بثها التلفزيون مباشرة، دان الرئيس الاميركي باراك اوباما "الهجوم العنيف المروع" وتعهد بكشف ملابسات الاحداث التي لا تزال غامضة. وقال اوباما ان "افكارنا وصلواتنا تتجه الى الجرحى وعائلات الذين قتلوا". وقال "ان فقداننا الجنود الاميركيين الشجعان في ميدان المعركة في الخارج صعب للغاية .. ومن المروع ان يتعرضوا لاطلاق النار في قاعدة عسكرية على الاراضي الاميكرية". ووقف مجلس والشيوخ دقيقة صمت. وامر حاكم تكساس ريك بيري بتنكيس الاعلام حتى الاحد. ويعد هذا الحادث ضربة جديدة للجيش الاميركي الذي يتعرض حاليا الى ضغوط شديدة بسبب سنوات الحرب في العراق وافغانستان والذي يعاني من ارتفاع نسبة الانتحار والاكتئاب. وتتحمل قاعدة فورت هود التي تضم الاف الجنود والمدنيين، اعباء كبرى. وقد تسببت ضغوط نشر الجنود من هذه القاعدة مرات عديدة الى مناطق الحرب في افغانستان والعراق الى اكبر عدد من حالات الانتحار في القواعد الاميركية حيث بلغ 75 حالة منذ عام 2003. وينتشر نحو 15 الفا من فرقة الفرسان الاولى التابعة لهذه القاعدة حاليا في العراق. ومنيت هذه القاعدة باكبر عدد من القتلى مقارنة مع القواعد العسكرية الاميركية الاخرى.