استجابة لشفاعة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أعلن المواطن حسن بن سالم الزهراني تنازله لوجه الله تعالى عن قاتل ابنه (يحيى). وقام ووالدته بتصديق تنازلهما شرعاً بالمحكمة العامة عن الجاني (محمد بن حسن الهزازي)، دون قيد أو شرط بعد أن قام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز بزيارتهما في منزلهما بقرية حدة ببحرة بمنطقة مكةالمكرمة، وتشفع سموه الكريم لدى الوالدين المسنين للتنازل عن الجاني طلباً للأجر والمثوبة من المولى القدير فما كان من الأبوين إلا أن أجهشا بالبكاء ليعلنا بصوت واحد (أعتقناه لوجه الله تعالى، وطلباً لأجره ومثوبته، واستجابة لشفاعة سموكم الكريم). وأعرب سموه الكريم عن عظيم شكره وتقديره للوالدين على نبلهما وكرمهما وشهامتهما بعتق رقبة قاتل ابنهما احتساباً لرضا الرب وتقرباً إليه جل وعلا، داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهما. وقال سموه لوالدي المجني عليه: إنكما قدمتما عملاً نبيلاً، وكلمات الشكر والثناء لا تفيكما حقكما، ولكن أجر الله ومغفرته وثوابه أعظم من الدنيا وما فيها، فأسأل الله أن يتغمد ابنكما برحمته ورضوانه وأن يجزيكما خير الجزاء على هذا العمل الخيري النبيل. والد القتيل حسن سالم الزهراني وقد أعرب والد الجاني حسن بن محمد الهزازي عن عظيم شكره وتقديره وعرفانه لوالدي المجني عليه لتنازلهما عن ابنه لوجه الله تعالى، مثمناً الدور الكبير والشفاعة الحسنة التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم، وتجشمه العناء والسفر من القصيم إلى مكةالمكرمة لمقابلة والدي القتيل في منزلهما المتواضع بحي شعبي بمنطقة بحرة الواقعة بين مكةالمكرمةوجدة. وقال: إن ذلك أثلج صدورنا، وليس ذلك بمستغرب من ولاة الأمر في بلادنا - حفظهم الله - الذين دأبوا على الوقوف مع المواطن في هذه البلاد الطاهرة في السراء والضراء، متضرعاً للمولى القدير أن يتقبل من سموه هذا العمل الإنساني، وأن يجعله في ميزان حسنات سموه الكريم. وقال: رغم أنني لم أكن من سكان منطقة القصيم، ولم تربطني علاقة، أو معرفة بسموه من قبل ولكني قابلت سموه الكريم في القصيم وطلبت منه جاهه وشفاعة لدى أولياء الدم، فاستجاب مأجوراً ومشكوراً، وانتقل بنفسه إلى منزلهما بمكةالمكرمة حتى تحقق العفو بفضل الله، ثم بشفاعة سموه الكريم التي اعتقت رقبة ابننا من حد السيف بعد أن استجاب والدا المجني عليه جزاهما الله خير الجزاء لشفاعة سموه الكريم. وقال: أما والدي القتيل فقد قلدونا جميلاً ومعروفاً لن ننساه أبداً ماحيينا، وأن ولدي هو الآن ولدهما بدلاً من فقيدهما الذي يعتبر فقيدنا جميعاً، ودعا الله العلي القدير بالرحمة والغفران للمجني عليه. أما والدا المجني عليه المواطن الزهراني وزوجته فقد أعربا عن شكرهما للعلي القدير أن وفقهما لهذا العمل الخيري النبيل داعيا الله أن يقبله منهما إنه سميع مجيب، وقالا: إن زيارة سموه الكريم لنا بمنزلنا وشفاعته كانت محل تقدير واحترام من جميع أسرتنا فوفقنا الله بحمده بقبولها، وكسب رضا الله عز وجل، ثم رضا ولاة الأمر حفظهم الله. يذكر أن حادثة القتل هذه وقعت في 22 شوال من عام 1428ه في بحرة نتيجة خلافات شخصية، عندما نزغ الشيطان بينهما.