بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، اختتمت في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد والذي من خلاله أطلق تقرير المعرفة العربي للعام 2009 تحت عنوان "نحو تواصل معرفي منتج" ضمن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم، وهذا هو الأول من سلسلة من التقارير تشارك المؤسسة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي – المكتب الإقليمي للدول العربية - باصدارها، والذي يعنى بتحليل أوضاع المعرفة بالعالم العربي باعتبارها أداء رئيسية في التنمية الإنسانية والنهضة، وقد شارك في المنتدى نخبة كبيرة من العلماء والمثقفين والمفكرين، من دول خليجية وعربية وأجنبية، ودارت نقاشات ساخنة على مدى يومين متتالين عن تقرير المعرفة العربي عام 2009، التي ذكر فيها أرقام وإحصائيات متدنية مخيفة بالنسبة لمؤشرات أنشطة البحث العلمي والتطوير في الدول العربية، وعن تراجع التعليم والتنمية الاجتماعية وتعدد الحريات. وفي الجلسة الختامية من المنتدى الاستراتيجي العربي التي كانت بعنوان "نقل أم توطين المعرفة"، وأدارها الدكتور زياد الدريس، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو، والذي افتتح النقاش بأن عمليات توطين المعرفة بالمفهوم العام هي عملية تاريخية تقتضي "طول نفس" قد تستمر لسنوات طويلة. وقد شاركت في الجلسات الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة دولة في حكومة الإمارات العربية المتحدة، والتي عملت لثماني سنين في مجال البحث العلمي. وقد سلطت الضوء على مدى أهمية دعم البحث العلمي في جامعات الدول العربية. وأن ذاك الدعم يجب أن يأتي من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والصناعات المختلفة، حتى يكوّن رابطا قويا مع مختلف القطاعات الاقتصادية التي هي بحاجة الى تطوير. وقد قالت الوزيرة الإماراتية في معرض تفريقها بين نقل وتوطين المعرفة: "إن نقل المعرفة وتوطينها كلٌ متكامل حيث اننا لن نستطيع نقل المعرفة إن لم نصلها، وإن توطينها يعني خلق بيئة تمكينية للاستفادة والمواءمة بين المنقول والبيئة المنقول اليها. وان هذه العملية تهمنا في كل جوانب الحياة." د. زياد الدريس يتوسط المحاضرين ويدير الجلسة وقد ركزت على اهمية وضع خطط عمل على جميع المستويات وذلك بناء على مخرجات تقرير المعرفة العربي. وقد أعطت مثالاً قامت به جامعة الامارات بفتح مكاتب لها في شركات اعمال كبرى قامت بدعم الباحثين، وجعلتهم يلمسون نتائج أعمالهم. مما شجعهم على انتاج منظومات تدعم الاقتصادات وتطورها والدخول في وضع استراتيجيات تنمية عدة. وفي مسألة تأثير العولمة على جهود التوطين، أشار الدكتور أنطوان زحلان، الكاتب والمستشار الدولي في العلوم والسياسة في لندن، إلى أن العولمة توفر وما زالت فرصاً كثيرة لنقل المعرفة وتوطينها وإن لم نستفد منها فتلك خسارة لشعوبنا. وأكد أنه على الدول العربية تبني قوانين لتوطين المعرفة للاستفادة من هذه الفرص، وأن الحالة التي نعاصرها لا يجب أن تستمر. وقد تحدثت الدكتورة نجلاء رزق، أستاذ الاقتصاد في الجامعة الامريكية في القاهرة، عن نقل المعرفة وتوطينها قائلة: "إن التاريخ مليء بعمليات نقل المعرفة وتوطينها، وإننا الآن أمام تحدٍ كبير وهو الملكية الفكرية والتي تحد من امكانية نقل المعرفة." وقد أكدت أن الحاجة الآن هي تحديد ما نحن بحاجة إلى نقله من المعرفة إلى بلادنا وكيفية نقله، حيث إن امكاناتنا المتواضعة تعكس واقعا مختلفا عن ما هي الحال في الغرب. وقد ناقش الدكتور محمد القنيبط، عضو مجلس الشورى السعودي سابقاً، مسألة إغراق العرب نفسهم في حفرة الحرية وأننا نعيش حالة قمع، وركز على أهمية تعريف المعرفة والسعي نحوها. وأشار إلى تجربة الصين كعملاق اقتصادي لإثبات أن الحرية ليست شرطاً لاقامة اقتصاد قوي ذي بنية معرفية متينة. وفي انتهاء الجلسة الختامية حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق تشارلز أديسون الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً له، وتشكل هذه المذكرة إحدى أهم المحطات التي شهدتها الندوة التي أقيمت على مدار يومين في منتجع مدينة جميرا بدبي.