غابت المذيعة السعودية إيمان المنديل عن الظهور الإعلامي في العامين الماضيين بعد أن كان لها حضور مميز في برنامج "من الرياض" عبر قناة اليوم التابعة لشبكة أوربت. ولغيابها أسباب عديدة ستكشفها للرياض في أول حوار إعلامي لها منذ ابتعادها عن شاشة التلفزيون. فإلى الحوار: * كنتِ نجمة متألقة في "من الرياض" وفجأة اختفيتِ.. ما الأسباب؟ بداية أشكر "الرياض" على اللقاء، والحمد لله أن تجربتي لأربع سنوات متواصلة في برنامج مباشر على شبكة محترفة مثل شبكة أوربت كانت ناجحة، أما عن انقطاعي عن الإعلام لمدة عاميين فلم يكن انقطاعاً تاماً بل كان استعداداً لبرنامج جديد مباشر على قناة "الغالية" وهي قناة سعودية خاصة استُثمر فيها الكثير من المال والجهد ولكن لم يكتب لها الظهور وذلك لمدة عامين بالرغم من التفاؤل الكبير والآمال التي كانت معقودة عليها إلا أن الله لم يكتب لها الوجود. * كيف تصفين تجربتك مع "الغالية"؟ وما أسباب الإغلاق في نظرك؟ قناة الغالية كانت حلماً جميلاً ابتدأ بفكرة طرحها علي الزميل الإعلامي حسين شبكشي وقد كان فيها طموح كبير فقد كنت أول من انضم إليها بعد اقتناعي بالفكرة وقبل حتى أن يطلق اسم القناة أو يتم اختياره، ولا أعلم أسباب إغلاق القناة فقد استقلت منها قبل أن يتم ذلك بحوالي العام وتمنيت لهم التوفيق، أما السبب فهو في نظري يكمن في تعدد الإدارات التي أحدثت نوعاً من الفوضى في سير العمل. * قلتِ إنك تركت القناة قبل ذلك بسنة.. هل هناك أسباب دعتك لهذا التصرف؟. أعتقد أن عاماً واحداً مدة كافية لأي قناة رصدت لها ميزانية ضخمة كي تبدأ وتنطلق بقوة، وبالرغم من وجود عدد جيد من الإعلاميين البارزين، إلا أن الاحترافية الإدارية للأخوة والأخوات فيها كانت مختلفة وأشعرتني بصعوبة إطلاق بث القناة لذلك فضلت تركها. * هل نعتبر توقفك الآن استراحة محاربة –إن صح التعبير- أو اعتزال للإعلام والتفرغ لأعمال أخرى؟. في الحقيقة أنا محاربة جيدة والمحارب الجيد لا يستريح ولكنه يخطط وينتظر المناسب أما الاعتزال فلا أعتقد أن أحداً يقع في عشق الإعلام ويعتزله. * لنعد إلى برنامج "من الرياض".. هل كان تميزه راجعاً لك أم لطاقم المعدين وأجواء العمل في تلك الفترة؟. شبكة أوربت من أكثر الشبكات العربية احترافية وتعنى بالجودة سواء من ناحية البرامج أو التقنيات وعلى الرغم من التشفير إلا أن الشبكة كان لها نصيب النخبة وأصحاب القرار، أما السبب في نجاح البرنامج والأصداء التي حققها فهي المصداقية في العمل وذلك من جميع أفراد أسرة البرنامج والاهتمام بهموم المواطن وإلقاء الضوء على قضايا مختلفة وموضوعات تمس نبض الشارع وذلك بحرية مسؤولة أعطتها إدارة القناة للبرنامج وطبقت باحترافية سواء مني كمقدمة ومحاورة ومعدة للبرنامج وضيوفنا الكرام سيدات ورجال تشرفنا باستضافتهم ولزملائي كل قام بواجبه. * إذن لماذا تركت البرنامج.. رغم نجاحك؟ كانت هناك بعض الأمور الإدارية التي طرحتها قبل استقالتي على إدارة القناة مما فيه برأي مصلحة البرنامج وتطويره ولكن كانت وجهات نظرنا مختلفة (وكما تعلم الاختلاف لا يفسد للود قضية) فأنا ابنة أوربت وتخرجت ببكالوريوس من أكاديميتها والتي دائماً ما أعترف بها وفي المقابل أخلصت لما قدمته للبرنامج والقناة رغم جميع الظروف التي كانت محيطة خاصة عندما بدأنا البرنامج عام 2003. سعود الدوسري * يقال إن خلافاً بينك وسعود الدوسري قد أدى لوقف "من الرياض" رغم توزيع إدارة القناة أيام تقديم البرنامج بينكما؟ هذا غير صحيح فلم يكن هناك التقاء مع الزميل سعود الدوسري كي يكون هناك اختلاف فالمواضيع مختلفة والطرح مختلف وأيام بث الحلقات مختلفة أيضاً، وقد كان انسحابي قبل انسحاب الزميل بفترة. * هناك من يتذمر من مجرد ظهور المذيعات السعوديات على الفضائيات.. هل واجهت انتقادات من هذا النوع؟ أنا أؤمن بالحرية الشخصية، فمن يتذمر من ظهورهن إن كن من أقاربه فليمنعهن وإن كان على من تظهر من الزميلات فلا يتابعهن، هناك قنوات كثيرة (واختراع اسمه ريموت كونترول). شخصياً لم أواجه سوى التشجيع والدعم وقد يكون السبب في طبيعة ظهوري حيث لم أخالف فيه أي تقاليد أو عادات. * كيف تنظرين لمستقبل الإعلاميات السعوديات؟. للأسف هي نظرة غير متفائلة ففي الوسط الإعلامي العربي السعوديات أقل فرصة من غيرهن وينقصهن الكثير من الاستثمار والدعم واللائحة طويلة. * في نظرك.. من الإعلامية "السعودية" التي برزت مؤخراً على الساحة وتعتبرينها مثالاً للإعلامية الناجحة؟ أنا لست متابعة جيدة للفضاء العربي لأن معظم البرامج عبارة عن نسخ من برامج أجنبية تناسب البيئة الغربية ولا تناسبنا فبالتالي من تظهر فيها هي (لابسة ثوب ما هو ثوبها). * دعينا نختم بموقف محرج تعرضتي له خلال عملك الإعلامي؟ الموقف الذي أذكره حصل على أيام برنامج "من الرياض"، فقد كان يوم بث البرنامج خاصاً بالزميل سعود الدوسري الذي كان مريضاً يومها فاعتذر وطلبت مني إدارة البرنامج تقديم الحلقة قبل ثلاث ساعات من البث المباشر. كان الوقت ضيقاً والظرف حرجاً لكني تجاوزته بنجاح.