مع اكتمال نشر غالبية البنوك المدرجة للتداول في سوق الأسهم ، لقوائمها المالية للربع الثالث من العام الحالي على موقع " تداول"، يلاحظ أن جميع المصارف السعودية، بنت في هذا الربع مخصصات ائتمانية وفيرة، في إطار تحوطها من تأثيرات الأزمة العالمية على عملائها، بعد التعثر المالي للعديد من الشركات السعودية والخليجية، ورغبتها في مراجعة أوضاع محافظها الإقراضية، وعمليات تحصيل القروض والسلف القائمة وجودة الائتمان ، وهذا الأمر سيمكنها من مواجهة أي خسائر ائتمانية محتملة. بنهاية الربع الثالث من 2009م ارتفع حجم مخصصات خسائر الائتمان للبنوك بما فيها البنك الاهلي غير المدرج للتداول بنسبة 275% ،ليصل الى 5.5 مليارات ريال - باستثناء بنكي الجزيرة والبلاد حيث لم ينشرا قوائم الربع الثالث على موقع تداول حتى الآن - وهذه المخصصات تمثل نسبة 33% من صافي الأرباح التي أعلنتها البنوك السعودية بنهاية الربع الثالث. هذه المخصصات الاستثنائية التي بنتها البنوك لأول مرة بهذا الحجم ،تسببت في انخفاض صافي الأرباح المجمعة للربع الثالث خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2009 بنسبة 2.4 %، لتصل إلى 18.89 مليار ريال ،مقارنة ب 19.35 مليار ريال خلال الفترة نفسها من 2008 . من المتوقع ان تدفع هذه المخصصات البنوك السعودية في 2010، الى بدء العام بضغوط اقل، وتقودها نحو العودة القوية للنمو في صافي الأرباح، والذي توقف منذ عام 2006م ،مع انهيار سوق الأسهم حيث وصلت أرباحها في ذلك العام إلى 28 مليار ريال ، فرغم بناء هذه المخصصات فان البنوك ستعمل على استرداد أي ديون متعثرة، أو مشكوك في تحصيلها في 2010، وهذا سينعكس على إجمالي ربحيتها في العام القادم بالإيجاب ،وبالتالي يعيدها لعجلة النمو في الأرباح والإيرادات، ويدعم ذلك تحسن الآفاق الاقتصادية وعودة النشاط الإقراضي لها، والذي سجل بنهاية شهر سبتمبر الماضي ثاني ارتفاع في العام الحالي ليصل إلى 746 مليار ريال.