فاصلة : ( أن يخطئ المرء شأن بشري ، ولكن أن يثابر على خطئه فشأن شيطاني) - حكمة عالمية - الى أي مدى نتقبل اننا أخطأنا ،لا أعني الاعتراف بالخطأ امام الآخرين ولكن فكرة الخطأ نفسها ..هل تكون مقبولة بيننا وبين انفسنا ؟ البعض يرتعب من فكرة ان يخطئ في عمله ولذلك يصبح تقييم رؤسائه له نوعا من الموت البطيء في انتظار التقييم وتقبل النقد. الآباء ايضا يرتعبون اذا ارتكب ابناؤهم اخطاء بسيطة فيغضبون ويعاقبونهم لكن السبب الرئيسي لغضبهم هو عدم تقبل فكرة ان يرتكب ابناؤهم -جزء منهم - الاخطاء. مع ان القاعدة التربوية اننا لا نربي اولادنا بطريقة جيدة حتى لا يخطئوا بل نربيهم ليتعلموا من الاخطاء. المثالية فكرة قاتلة لصاحبها ولمن حوله فلا يوجد مثالية في هذا العالم ولا يوجد مثاليون يمكن ان نعيش معهم . ثم إن المثالية كنهج هي جزء من عالم تبناه ارسطو وافلاطون والفارابي لكنه ابدا لم يُر على ارض الواقع ولا اظنه سيرى .اذن من اين اتت الفكرة التي تقيد صاحبها وتضعه في اطار جامد لا يستطيع الانفكاك عنه ؟ اذا تركنا النظريات جانبا فان طريقة تربية العرب لاطفالهم تعلمهم ان المثالية هي الاساس وان على الشخص الا يخطئ والا فعقاب الله بانتظاره. الخوف من الخطأ والترهيب لا يبنيان انسانا قويا بل خائفا قلقا لا يعمل باطمئنان ولا يلمس التسامح الذي هو موجود في الحياة وقبل ذلك لا ينظر الى ثواب الله بل ينظر دوما الى عقابه. الخوف دوما من الخطأ متعب ولا يشجع على العمل او الانجاز، اما اذا وعى الانسان الى ان الحياة هي ملعب تدور فيها الاخطاء ولكل نصيبه فإنه يستطيع التعلم من الخطأ بدلا من الخوف من الوقوع فيه او الاعتراف به.