دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد ظهر امس لدى زيارته لمحافظة الغاط مكتبة الرحمانية التي انشأها معالي الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المكتبة فيصل بن عبدالرحمن السديري والدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري عضو مجلس الشورى والدكتور سلمان بن عبدالرحمن السديري نائب رئيس المجلس الاستشاري للمكتبة وعدد من أبناء السديري. وبعد أن أخذ سموه مكانه في الحفل ألقى فيصل بن عبدالرحمن السديري كلمة قال فيها: لقد أمر الاسلام بطلب العلم فكان أول ما أنزل على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الانسان ما لم يعلم} فالعلم دعامة الأمم.. ومنطلق البناء والسلوك القويم، ومؤسس هذه المكتبة العامة، عافاه الله، من محبي العلم والمدركين لأهميته والداعين للتزود به، وقد سعى وهو في عافيته وفي مكان مسؤوليته بمنطقة الجوف الى انشاء مكتبة الثقافة العامة سنة 1383 هجرية مبتدئاً بثلاثة آلاف كتاب. ثم اقام مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية التي صدر بتأسيسها الامر الملكي الكريم رقم أ/ 442 وتاريخ 9/9/1403ه وأراد لها أن تتولى ادارة المكتبة التي اصبح اسمها دار الجوف للعلوم وصارت تحوي بين جوانبها اول مكتبة نسائية على مستوى المملكة، ووصل عدد الكتب فيها ما يربو على 115 الف كتاب، ويعودها حوالي عشرين الف زائر سنوياً، وتقام فيها المحاضرات والندوات على مدار العام. وأضاف كما بادرت مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية وبدعم من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله الى انشاء جامع الرحمانية الذي يتسع لألفي مصل من الرجال وستمائة من النساء وتم افتتاحه عام 1415 هجرية. وتصدر المؤسسة دورية ادوماتو اول مجلة محكمة نصف سنوية تعنى بعلوم الآثار على مستوى العالم العربي، وقد صدر لها حتى الآن عشرة اعداد. واشار الى أن المؤسسة تمول برنامجا لنشر ودعم الابحاث يتولى نشر الكتب للمؤلفين من أهل الجوف وتلك التي تكتب عن منطقة الجوف، وقد بدأ هذا البرنامج سنة 1419هجرية وبلغ ما تم نشره من كتب وماهو تحت اجراء النشر منذ بدأ البرنامج «18» كتابا وقدمت المؤسسة التمويل لثلاثة ابحاث تتعلق بمنطقة الجوف، كما تقدم المؤسسة جائزة عبدالرحمن السديري للتفوق العلمي، التي بدأت عام 1410ه على هيئة حوافز نقدية للمتفوقين في مسارات التعليم المختلفة ثم تحولت الى بعثة للمتفوق الأول من كل عام على مستوى منطقة الجوف الى افضل الجامعات العالمية. وقد استفاد من الجائزة حتى الآن خمسة طلاب، اربعة منهم في الولاياتالمتحدةالامريكية وآخر في استراليا، كما تمنح المؤسسة جائزة نقدية سنوية للمتفوقة الأولى من النساء، كما عمدت المؤسسة الى توجيه استثمار جل الاموال التي أوقفها مؤسسها عليها في جوانب تنتفع بها المنطقة كمدارس الرحمانية الخاصة للبنين والبنات التي انشئت عام 1407ه وفندق النزل بالجوف الذي افتتح عام 1415ه والدخل المستحق من الأوقاف يعود الى المصارفة على المؤسسة لتزاول نشاطها الخيري. ومضى السديري قائلا ومن ثم وهو في مرضه، عافاه الله، وحسب رغبته، اقيمت هذه المكتبة في مسقط رأسه الغاط وفي مزرعة أوقفها لوالديه، ونظرا لأن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية مخصصة لخدمة اهل الجوف، فان مكتبة الرحمانية بالغاط مستقلة عن المؤسسة وتم تمويل انشائها من المؤسس وليس من الاموال الموقوفة على المؤسسة، وهذه المكتبة وهي في بدايتها المتواضعة تصبو الى اقتفاء اثر سابقتها في الجوف.. وقد اكتمل بناء مكتبة الرحمانية عام 1424ه بقاعة رئيسة للمطالعة وصالة للأنشطة اضافة الى مصلى وتم تكوين مجلس استشاري لها يرأسه سعادة محافظ الغاط ومعه نخبة طيبة من اخواننا ابناء الغاط لوضع خطط المكتبة الثقافية والتدريبية والتطويرية. وتفتح المكتبة ابوابها للاستخدام من قبل الأجهزة الحكومية حيث تقام لقاءات للمسؤولين وتدريب الموظفين، وستقام قريبا توسعة للمكتبة بحجم مماثل لما هو قائم الآن ستخصص للنساء، تمول جل تكاليفا على نفقة وقف والدتنا المرحومة بإذن الله منيرة بنت محمد الملحم حرم عبدالرحمن السديري. كما أن وقف الوالدة يرحمها الله يقدم من خلال مكتبة الرحمانية بعثة للدراسة الجامعية للمتفوق الأول في محافظات الغاط والمجمعة والزلفي، وقد استفاد من هذه الجائزة العام المنصرم طالب من مدينة المجمعة يدرس الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية كما أن مشروع التوسعة يشمل صالة محاضرات نستأذن سموكم الكريم بتسميتها صالة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز للمحاضرات. واختتم كلمته قائلاً وبالنيابة عن الأمير عبدالرحمن بن احمد السديري وأبنائه وبناته، فإنه لا يسعني الا ان اشكر كريم تلطف سموكم برعاية افتتاح مكتبة الرحمانية، والله ندعوه أن يديم علينا نعمه وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويحفظ لنا سموكم. اثر ذلك قام سمو الأمير سلطان بقص الشريط ايذاناً بافتتاح المكتبة وتجول سموه داخل المكتبة واطلع على ما تضمه من تجهيزات ثم دون سموه كلمة في سجل الزيارات للمكتبة منوهاً بدور هذه المكتبة في خدمة العلم والمعرفة في المحافظة. واطلع سمو النائب الثاني على عدد من محتويات المكتبة وتسلم عدداً من الهدايا التذكارية ومجموعة من الكتب تشرف بتقديمها فيصل العبدالرحمن السديري.