هناك رأي سائد لدى عامة الناس بأن سفارات المملكة في الخارج مشغولة بالعمل الدبلوماسي وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة والدولة المضيفة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، ولكن هذه السفارات مقصرة في دورها تجاه الرعايا السعوديين في الخارج، وهذا الرأي هو نبض الشارع وحديث المجالس بصرف النظر عن صواب هذا الرأي أو خطئه. ولأن وزارة الخارجية تستشعر هموم الناس وملاحظاتهم فقد أولت هذا الجانب الكثير من الاهتمام وعقدت سلسلة اجتماعات مع السفراء السعوديين لحثهم على الاهتمام بشكل اكبر بشؤون الرعايا، وبفضل الرغبة الجادة للوزارة في تقديم الأفضل والتجاوب مع ملاحظات عامة الناس ومتابعة تطبيقها عمليا فقد أثمرت شجرة هذا العمل وبدأت النظرة العامة للسفارات تتغير للأفضل وبدأ المواطن يعي دور السفارات ويتفهم نوعية مهامها وحدود عملها وصلاحياتها، ولعل من الأمانة والحيادية أن نقول للمحسن أحسنت كما نقول للمسيء أسأت، وذلك بموضوعية وبدون مزايدات إعلامية، ومن هذا المنطق ومن باب رد الفضل لأهله ومن خلال تجربة عملية خاصة وأخرى عامة، فإنني كمواطن سعودي افخر بنموذج وطني مشرف تسلم مهام سفارة المملكة في بيروت وهو السفير علي آل عواض عسيري، هذا الرجل الذي استحق لقب سفير الوطن والمواطن، واستطاع أن يوازن بين العمل الدبلوماسي الشاق في بيروت وبين حاجات الرعايا السعوديين المتواجدين بكثافة في لبنان والذين تجاوزوا هذا الصيف المليون سائح، فمع أول مشكلة تعرض لها مواطنون سعوديون في أكثر الأماكن ازدحاما في قلب بيروت (السوليدير) قام السفير علي عسيري بنفسه ومعه عدد من أفراد السفارة بالذهاب لمقابلة السياح السعوديين في أماكن تواجدهم لمعرفة مدى ارتياحهم وعن نوعية المضايقات التي يواجهونها لمعالجة تلك الإشكالات والرفع للمسؤولين اللبنانيين عنها لحماية كرامة السعوديين وحقوقهم من بعض الانتهازيين والمحتالين هناك، يحدث ذلك في وقت نجد فيه بعض المواطنين السعوديين في دول أخرى يقفون على أبواب السفارات لأيام من أجل مقابلة السفير أو نائبه دون فائدة، وهاهو السفير العسيري لا ينتظر المواطن ليأتي للسفارة ليقدم شكواه، بل يذهب إليه في موقعه ليعالج إشكالاته، لدرجة أن بعض العائلات السعودية لم تصدق أن هذا هو السفير واعتقدت أن الموضوع استفتاء إعلامي لبرنامج تلفزيوني! هذه واحدة من عشرات القصص المشرفة التي اعرفها مما جعل السفير العسيري احد الواجهات المشرفة للوطن عامة ولوزارة الخارجة خاصة، ويجسد اهتمام السفارات بالرعايا السعوديين، وبذلك يستحق علي العسيري لقب (سفير الوطن والمواطن) فشكرا لوزارة الخارجية وشكرا لكل سفير أو دبلوماسي يفعل مثل ما يفعله العسيري. وفي الختام تتبقى مسؤولية على كل مواطن يسافر للخارج أن يعي أنه مسؤول عن تصرفاته الشخصية، وانه يمثل بلده وان السفارة تقف معه أينما كان في حدود القانون المعمول به في البلد المضيف، وليس من مسؤولية السفارة أو السفير أن يكون محاميا لمن يخالف أنظمة وقوانين البلد المضيف أو يعبث بسمعة بلاده بتصرفات غير لائقة والله من وراء القصد