بعد هدوء عواصف النقد والتحليل لخروج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم لأول مرة منذ خمسة عشر عاما.. أجد نفسي في بحبوحة من التقاط الأنفاس ومراجعة الفترة الماضية برؤية هادئة ومتزنة، وبنظرة شاملة للفترة الماضية نجد أن مستوى منتخبنا كان متذبذباً بشكل عجيب فمن المفترض أن يكون مستواه تصاعدياً وأن يظهر بشكل أفضل عاماً بعد عام، ولكن هذا ما لم يحدث، والغريب أن العكس لم يحدث أيضا حيث لم يستمر المنتخب في الهبوط تدريجيا في المستوى فتارة ترى الأخضر السعودي يقدم مستويات رائعة وتارة أخرى تشاهد منتخبا يجبرك على التساؤل هل هذا هو المنتخب المتأهل لكأس العالم أربع مرات؟؟!! هذا الخط البياني المتعرج للمنتخب يثير التساؤلات عن مدى قربنا وبعدنا من تطبيق الاحتراف بشكل حقيقي؟ ما الذي جعل الهواة يحققون ما لم يحققه المحترفون؟ وليس أدل على ذلك من الانجاز الأول عالميا للكرة السعودية الذي يصنف كأفضل الانجازات من بدء الكرة في المملكة إلى ساعتنا هذه، حيث نجد أن اللاعبين الذين ساهموا في الوصول إلى كأس العالم لأول مرة ونجحوا في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بالتأهل إلى الدور الثاني هم من (الهواة)، هم لاعبون بعضهم لم يعش الاحتراف الذي بدأ تطبيقه قبل فترة قصيرة من عام 94.. منطقيا وواقعيا فإن أفضل انجازات الكرة السعودية كانت بأقدام لاعبين (هواة).. لنرى واقع الاحتراف لدينا لنعرف أي احتراف نحن فيه وماذا نريد؟ •اللاعب المحترف غير مصنف –حتى الآن- في نظام العمل والعمال.. وأمامه مستقبل مظلم، فهو لا يعلم كيف ستصبح حياته إن تعرض لإصابة أو انتهى عمره الكروي الافتراضي.. هل يعقل؟ بعد خمسة عشر عاما من الاحتراف التغيير الوحيد المشاهد بين اللاعب الهاوي والمحترف هو الصفة أو التسمية... جميع الأندية السعودية بلا استثناء كانت طوال الفترة الماضية تقيم تمارين اللاعبين في الفترة المسائية على عكس نظام الاحتراف العالمي الذي يعامل اللاعب معاملة الموظف الملتزم بدوام يومي.. في الآونة الأخيرة نرى نادي الهلال-على سبيل المثال- بدأ بتطبيق التمارين الصباحية الشبه يومية... • أن يصبح اللاعب السعودي ذا مهنة واضحة تحت نظام العمل والعمال بحيث يعي تماما أن له حقوقاً محفوظة مثله مثل أي موظف في أي قطاع.. • لو حرصت الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ تطبيق الاحتراف على جعل كرة القدم مهنة مغرية لاعبين المنتظمين منذ الصغر وراغبين في سلك هذا الطريق.. فنيا ومهارياً فإن اللاعب السعودي يصنف من أفضل اللاعبين في العالم ولكن يبقى النقص في العادات الكروية والتعليم النظري لكرة القدم وهذا ما نفتقده في كرتنا السعودية.