لم يكن صباح يوم امس السبت الذي وافق انطلاقة العام الدراسي الجديد صباحاً عادياً فقد كان الترقب والحذر سمة اصطبغت بها حالة الطلاب وأولياء الأمور وكذلك المعلمين الذين توافدوا على مدارسهم وشيء من التوجس يدثّر ملامحهم رغم التطمينات التي سبقت العودة للمدارس من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة اللتين تضافرتا للتعامل مع هذه الحالة الاستثنائية وهي انتشار وباء " انفلونزا الخنازير " الذي يعدّ سابقة غير معهودة للجميع فضلاً عن حالة التهويل التي واكبت ظهور هذا الوباء وروّعت الجميع. " الرياض"انطلقت مع بواكير صباح امس وتجولت في عدد من المدارس المختلفة ورصدت واقع الاستعدادات لتلك المدارس في التعامل مع هذه الجائحة ووقفت على الكثير من الملاحظات نطالعها في هذا الاستطلاع. غرف عزل للحالات المشتبه فيها في البداية كانت جولتنا لمدرسة رافع بن مالك المتوسطة والتقينا مديرها سعد القحطاني الذي بدا متفائلاً ببداية الموسم الدراسي الجديد رغم الخطر المتوقع من انفلونزا الخنازير وبدا حديثه واثقاً ومطمئناً حيث قال: الحقيقة لم تقصر وزارة التربية والتعليم قبل بداية الدراسة وكانت مستعدة تماماً وعقدت عدة اجتماعات للإدارات استعداداً لهذا اليوم وقامت بإعطائنا التوجيهات اللازمة للتعامل مع هذا المرض وزودتنا بكثير من النشرات اضافة الى انها أمدتنا بكثير من المعقمات والمطهرات بهدف إضفاء جو من النظافة الضرورية للطلاب كما انها عممت على المدارس بضرورة اخذ الحيطة والحذر عند وجود أي إشكالية او ظهور أي أعراض لهذا المرض فقامت بتخصيص غرفة للعزل للطلاب المصابين وهي عبارة عن مكان خاص في المدرسة يتم اختياره اضافة الى انه تم منح مدراء المدارس صلاحيات بموجبها يقوم بتخفيف بعض الأنشطة وفق ما يراه مناسباً كما أعطتنا الوزارة الحرية في قضية التعامل مع غياب الطلاب وعدم التدقيق فيه ايضاً ومن باب تدعيم المدارس ببرامج وقائية واحترازية قامت الوزارة بإعطاء دورات لمعلمي مادة الأحياء والعلوم للتعامل مع المرض ويبقى وعي المجتمع اولاً هو الفيصل في هذا الشأن إذ لا يكفي جهد الوزارة او المدرسة او المعلمين او حتى وزارة الصحة كل هذا لن يجدي ما لم تتضافر هذه الجهود. يوم هادىء ولا تسجيل لأي حالة وعن اكتشاف حالات إصابة بهذا المرض سواء بالنسبة للطلبة او حتى المعلمين قال القحطاني: الحمد لله الى الآن لم نسجل وجود أي حالة اصابة كما ان الوقت لا زال مبكراً لهذا الاكتشاف ونتمنى ان شاء الله ان لا يحدث شيء من هذا .اما عن الكيفية التي بموجبها يتم التعرف على وجود مريض بهذا المرض اشار القحطاني الى ان الأعراض التي تم الإعلان عنها يتم ملاحظتها بدقة على الجميع سواء مدرسين او طلبة وفي حالة الاشتباه ولو بنسبة بسيطة يتم التعامل معها وفق ما هو متبع من عزل يتم بطريقة لبقة بواسطة المشرف الطلابي المنوط به هذه المهمة وإعطاء علاجات أولية تم صرفها لنا من الوزارة لحين مباشرة الجهة المختصة للحالة . اما عن الإجراءات الأخرى في الفصول الدراسية سواء بتفرقة المقاعد عن بعضها ومنع الازدحام قال القحطاني: الحقيقة مدرستنا ليس لديها أي اشكاليات بهذا الخصوص فالفصول لدينا واسعة ولا يوجد بها أي ازدحام او اختناق يخشى منه نقل هذا المرض كما ان عدد الطلاب لدينا لا يتجاوز ثلاثين طالبا ً. مرشد طلابي ورسائل تطمينية للطلبة من جهته يرى الأستاذ ناصر السهلي (مرشد طلابي) ان جميع الزملاء في المدرسة يشكلون فريق عمل واحدا ويعملون في بوتقة واحدة ولهدف واحد هو سلامة ابنائنا من هذا الوباء المزعج من خلال تطمين الطلبة وبث رسالة نسعى من خلالها إزالة هذا التوتر والقلق من المرض واضاف السهلي: لا شك ان جهود الوزارة تدعم هذا التوجه من خلال غرف عند الاشتباه بأي حالة او في حالة ارتفاع درجة حرارة أي طالب او ظهور اعراض غير مريحة يتم إبلاغ ولي أمره بطريقة لبقة دون ترويع وذلك تجنباً للعدوى بين زملائه الأصحاء علماً بأن هذه الغرف مجهزة بكامل التجهيزات الطبية والاسعافية الأولية. سعد القحطاني يتحدث للزميل الحسني الطلاب يعبّرون عن ثقتهم الطالب عبدالسلام العسيلان طالب بالصف الثاني متوسط تحدث لنا بلهجة واثقة ورغم القلق البسيط الذي اعتراه وقت دخوله المدرسة الا ان هذا الخوف سرعان ما تبدد بعد ان رأى جواً من البهجة يسود مدرسته كما يقول ويضيف: الحمد لله التوعية التي تلقيناها خلال الفترة الماضية في المنزل وعبر الوسائل الإعلامية الأخرى بددت كل خوف كما اني اقرأ أورادي وأذكاري والحماية بيد الله سبحانه وتعالى لكني في الحقيقة مطمئن وواثق برحمة الله ثم جهود الجميع في مكافحة هذا الوباء. وهذا الرأي اتفق معه فيه زميله الآخر فهد الربيع طالب بالصف الثالث المتوسط ابدى طمأنينته بالوضع مؤكداً انه لا يعيش أي توتر او قلق ويرى الوضع طبيعيا لكنه لم يخف خوفه من اللقاح فيما لو تم تأمينه. دورات للتعامل مع المرضى من جهته اعتبر سرور المطيري مدير ثانوية النجاشي بحي العقيق ان الاستعدادات كانت ممتازة وتمت في وقت مبكر من خلال جهود وزارة التربية والتعليم التي أمنت المواد الطبية الوقائية اللازمة كما ان اعطاء عدد من المدرسين بكل مدرسة دورة في التعامل مع هذا المرض خفف من حالة الخوف التي انتابت الجميع بسبب الجهل بالمرض وبذلك نكون استقينا المعلومات من مصادرها بعيداً عن أي تهويل هذا خلاف غرفة العزل التي تم اعتمادها من قبل الوزارة مجهزة بالوسائل جميعها من واقيات وكمامات وجهاز لقياس درجة الحرارة بوجود منسق صحي في كل مدرسة وهي خطوة موفقة جدا . جانب من غرفة العزل واستعداد فريقة المدرسة فرقة للبيئة المدرسية والعزل كما تحدث لنا الأستاذ حسن محمد المنسق الصحي بالمدرسة الذي قال ان الدورة التي تم أخذها كانت مفيدة جدا وبناء عليها تم توزيع العمل على فريق العمل بالمدرسة بحيث هناك فرقة لغرفة العزل واخرى للتوعية الصحية تهتم بالنشرات التوعوية وأخيرا مجموعة البيئة المدرسية التي مهمتها متابعة التعقيمات ونظافة المدرسة. اما الأستاذ خالد الطويل مدير احدى المدارس فقد نوه بأهمية الدورات التي تلقاها مع زملائه المدرسين التي كشفت مدى الجهل المجتمعي بالمرض وحالة التصعيد الإعلامي غير المبرر في الهلع الذي أصاب الناس مؤكداً ان الوقاية والنظافة عنصران رئيسيان لتجنب هذا المرض بإذن الله.