الفوز الكبير الذي حققه النصر على القادسية في دوري المحترفين وبثلاثة أهداف نظيفة كان هاما جدا بعد الهزيمة من الشباب، وفقدان نقطتين بالتعادل مع الهلال، وجاء الفوز الأول في البطولة الكبرى ليؤكد أن الفريق الأصفر تغير كثيرا عن ذي قبل؛ فها هو يقدم العروض القوية أمام المنافسين، وتكون له المبادرة في التسجيل، وفي الوقت ذاته يحقق الجانب المهم الآخر بالتهام نقاط المباريات التي تجمعه بالفرق الصغيرة، وما يساعد على التدرج في تطور الفريق الذي يحتاج كثيرا لوضع أفضل في سلم الترتيب، وهو يستحق ذلك بالفعل. لا نزال في بداية الموسم، والأمور الفنية في النصر تسير بصورة جيدة، وأعتقد أنَّ التشكيل والطريقة التي كسب بها القادسية كانت مبشرة، والشوط الثاني من مباراة الهلال أكد حسن قراءة المدرب الأرجواني جورج داسيلفا لفريقه ولمنافسه، وفرص نجاح داسيلفا تبدو كبيرة؛ ليس لأن المدربين السابقين كانوا سيئين؛ بل لأنه يجد مساندة كاملة من إدارة النادي، ومن جهاز كرة القدم، وتحققت له مزايا لم تكن موجودة لمن سبقه من المدربين بتوفر عناصر محلية أفضل، ولاعبين أجانب لا تزال الجماهير تؤمل منهم الكثير. داسيلفا أخطأ، وكل مدرب لا بد أن يخطئ، كما أخطأ جيرتس في الهلال، وكالديرون مع الاتحاد، وألفارو في الأهلي وتلقوا انتقادات بناءة هدفها فقط مصلحة هذه الفرق، والأورجواني لا يزال في بداية المشوار، والفريق وكل المنافسين يعيشون هذه البداية التي ُيقبل فيها الآراء الهادئة البناءة؛ لا الهجوم الذي يهدم ولا يبني. كل شيء في النصر يسير بصورة طيبة، وطالما كانت الإدارة تعمل دون مشاكل مع أعضاء الشرف، والصفوف متوحدة في الفريق فلا أشك لحظة في قدرته على اختصار زمن العودة للمنافسة الحقيقية، وهو غير المطالب بإحراز البطولات هذا الموسم. داسيلفا يحتاج للفرصة التي جعلت من الأرجنتيني باوزا يطور الوضع الدفاعي في أشهر عدة، ولم تمكنه الأدوات الضعيفة هجوميا بقيادة العماني حسن ربيع آنذاك قادرة على سرعة الاستجابة؛ فكان الخلل طريقا لظهور فريق غير متوازن. وبالحديث عن الفرصة والحاجة للانسجام هاهو المصري حسام غالي يقدم العطاءات التي تتلاءم مع اسمه محترفا في الدوري الإنجليزي بروح النصر العالية والرغبة الجامحة في تغيير الصورة التي ظهر عليها الموسم الماضي. داسيلفا قادر على النجاح، والفريق سيسير متى تواصل العمل، وتعززت خطوات التصحيح في فترة التسجيل الثانية مع بداية العام الجديد. باختصار إدارة النصر تبذل جهودا كبيرة، وهي لا تزال في موسمها الأول، وتحتاج وقفة جماهيرية، وإعلامية صادقة شعارها النقد الهادف، أما الأبواق المحبطة فستفقد مصداقيتها حتما أمام الجماهير.