أسدل الستار على أقدم مسلسل تلفزيوني أمريكي يعرف بأنه أول المسلسلات التلفزيونية النهارية وذلك بعد استمراراه لمدة 72 عاما دون أن يثير جمهوره أي ضجة. وتمت إذاعة الحلقة الأخيرة من مسلسل "غايدنغ لايت" (الضوء المرشد)، وهو المسلسل الذي يصفه العاملون في المجال التلفزيوني بأنه ينتمي إلى نوعية الدراما النهارية، في 18 أيلول/سبتمبر الماضي من نيويورك، وبتوقف هذا المسلسل تختفي بلدة سبرينجفيلد الخيالية وعائلات باور وسبولدينج وكوبر ولويس. بدأ مسلسل "غايدنغ لايت" كعمل إذاعي في 25 كانون الثاني/يناير 1937 . وتحول فيما بعد إلى التلفزيون وحظي بنسب مشاهدة مرتفعة وشعبية كبيرة لدى ربات البيوت. وقالت آشلي دوس سانتوس وهي مسؤولة تنفيذية وخبيرة في ثقافة موسيقى البوب في شركة كروسبي فولمر المتخصصة في العلاقات العامة ومقرها واشنطن لشبكة سي ان ان "لقد كنت أشاهد غايدنغ لايت على مدى السنوات ال 20 الماضية.. "أعتقد أنه أمر محزن حقا". ولكن لم يعد هناك الكثير من المشاهدين من أمثال دوس سانتوس، فقد ظل يتناقص عدد المشاهدين للدراما النهارية خلال العقود الماضية. وعندما كان المسلسل في ذورة أهميته، كان يقدم لربات البيوت ساعة من الترفيه خلال النهار. وقال سام فورد المحلل الإعلامي بشركة بيبركوم للاتصالات إنه مع تمويل الشركات التي تقدم المسلسلات التلفزيونية، أصبحت تلك العروض معروفة باسم مسلسلات التلفزيون النهارية، وبنهاية الثلاثينيات من القرن الماضي أصبح هناك العشرات من هذا النوع الفني. ويرجع الفضل في نجاح مسلسل "غايدنغ لايت" إلى مؤلفته ارنا فيليبس التي نجحت في إقناع رعاة مثل شركة بروكتر أند غامبل التي تنتج هذه المسلسلات، الأمر الذي وفر قاعدة مالية للمسلسل. كما أنها كانت تكتب السيناريو أيضا. وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز إن فيليبس كانت لديها القدرة على كتابة ما يصل إلى ستة مسلسلات في الوقت نفسه. وبفضل تمتعها بخيال واسع، كانت تكتب حوار الشخصيات خلال عمل المسلسل حيث كانت ترتجل الحوار وتقوم اثنتان من السكرتيرات بكتابته. وتعرف المسلسلات التلفزيونية النهارية بأنها تعتمد على صيغة أساسية وهي أن أحداثها بطيئة وتعتمد على حبكات متعددة وتتناول عدة أجيال. كما أنها تدور أحيانا في بلدات ساحلية أو مستشفيات محلية. لكنها أصبحت مملة ومبتذلة بعد أن وصلت لذروة ازدهارها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وقال مايكل ساندز وهو مستشار إعلامي يقيم في جنوبي كاليفورنيا لشبكة سي ان ان "يهتم الجمهور بدراما الحياة الواقعية . أشعر بالدهشة لاستمرار المسلسلات التلفزيونية هذا الوقت الطويل".