كشفت التشكيلية الأمريكية لوري مايسون غودارد التي تزور المملكة حالياً ضمن برنامج «الفن داخل السفارات»- وأقامت معرضاً شخصياً لها ليوم واحد في الخبر، ومن ثم جدة وتستعد لإقامة معرض خاص بغاليري (حوار) بالرياض خلال الفترة من 11- 15 أكتوبر الحالي، حيث ستصاحبه ورشة عمل للسيدات- ؛ أن الفرصة مواتية الآن للتشكيليين السعوديين لإقامة معارض فنية في العاصمة واشنطن نظراً للعلاقة المتينة بين الحكومتين السعودية والأمريكية. وأضافت: «إنها فرصة جيدة للتشكيليين السعوديين لعرض أعمالهم في المعارض الأمريكية وإطَلاع الشعب الأمريكي على الجانب الفني وجانب الإحساس بالتأمل والطبيعة والفكر الإنساني الذي يحمله الفن التشكيلي السعودي». وأكدت لوري استعدادها التام لمساعدة التشكيليين السعوديين لإقامة معارض في أمريكا من خلال السفارة السعودية في واشنطن العاصمة، متمنية أن يكون ذلك قريباً، ولاسيما في ظل العلاقة الجيدة بين الرياضوواشنطن في الفترة الحالية، والتي يمكن استغلالها في هذا الشأن، مؤكدة أن إقامة المعارض التشكيلية السعودية في أمريكا من شأنها المساعدة في تغيير الصورة التي ارتسمت لدى بعض الأمريكان بأن السعوديين ارهابين، مؤكدة أيضاً أن الفن رسالة سامية يجسد ما يكنه الإنسان وما يملكه من أحاسيس داخلية. واعترفت لوري بقصور الفن التشكيلي السعودي مدللة على ذلك بإحجامه عن الحضور والمشاركة في العديد من المعارض العالمية، وقالت: «أن قلة المعارض والمتاحف في أي بلد في العالم شيء محبط للتشكيليين، ولذلك أطالب الجمعيات الثقافية بالمملكة بالحرص على تعليم الصغار والكبار تقنية الرسم وكيفية الرسم والأسلوب لعدد من الرسامين العالمين من خلال أشرطة الفيديو أو dvd من اجل بناء قاعدة قوية للفن التشكيلي السعودي». وعددت لوري ما ينقص التشكيلي السعودي للوصول للعالمية، موضحة أن الجمهور والدعم المادي والدعم الإنساني من الشارع السعودي والتهيئة النفسية واستمرارية العمل في الرسم هو فقط ما ينقص التشكيلي السعودي للوصول للعالمية. وعن انطباعها الأولي عن المملكة أشارت لوري في البدء أنها سعيدة للغاية كونها الأمريكية الأولى التي قامت بنقل أعمالها الفنية من أمريكا إلى السعودية من خلال لغة الفن التي تتفرد بإقامة العلاقات والصداقات الإنسانية وأضافت: «استمتعت بالتراث السعودي والهندسة المعمارية، وأنا الآن بصدد رسم لوحة عن السعودية عند عودتي إلى أمريكا، ونيل قسط من الراحة النفسية واستدراك كل ما شاهدته عن السعودية، مبينة أنها شاهدت أعمالاً رائعة، خلال الورشة التي أقامتها، وخاصة أعمال فناني «الاتجاهات الفنية»». وأكدت لوري أن غياب بعض المدارس التشكيلية عن الساحة السعودية مثل المدرسة المفاهمية، هو ما دفعها لزيارة السعودية والسعي لطرح مدرسة جديدة لم يتم التعرف عليها من قبل، مبينة وجود بينالي في( فنسيا) بإيطاليا، والذي يُعد احد أهم المعارض التي يتم التعرف من خلاله على كثير من مدراس الفن العالمية، متمنية مشاركة التشكيليين السعوديين في مثل هذه البناليات العالمية للتعرف أكثر عن المدارس الأخرى غير الموجودة في الفن التشكيلي السعودي. وأبانت لوري أنها تنتهج مدرسة (التجريد الإيحائي) مؤكدة أنها مدرسة مهمة في أمريكا وينتهجها عدد من التشكيليين الأمريكيين المشاهير أمثال جاكسون بلاك، مشيرة إلى أن هذه المدرسة هي التي عرفت العالم بالفن التشكيلي الأمريكي، مضيفة أن عملها مكون من تأملات للأوقات التي قضتها في ايطاليا واليابان وماساتشوستس الغربية وخلاصة حضاراتهم، وأنها تستعمل في أعمالي العديد من المواد كالفحم والألوان المائية والشمع والمعادن مما يتحدى حدود وسائط الألوان المائية ويفرض تجانسه مع هذه المعادن. وأشارت لوري إلى سبب التأثير الآسيوي في أعمالها هو دراستها للهندسة المعمارية اليابانية وفن الخط الياباني، فيما أرجعت التأثير الايطالي إلى السنين التي قضتها في ميلان وفي ماساتشوستس التي تعيش فيها ألان، مشيرة إلى إن عملها يتأثر بالحركة العصرانية والتعبيرية التجريدية بالإضافة إلى الموسيقى والشعر . و في نهاية اللقاء قدمت الأمريكية لوري شكرها لجريدة «الرياض» على إتاحة الفرصة لها للحديث للشعب السعودي وعن الاهتمام التي حظيت به في المملكة. الجدير بالذكر أن لوري مايسون غودارد حاصلة على البكالوريوس في الفنون الجميلة، ولها مؤلفات علمية وفنية صادرة عن دار النشر كرونيكلس، ودار لارك بوكس، وشاركت في معرض بلوستون، ميلفورد، عرض حصري 2009، ومعرض كارفر هيل، ومعرض بريجهام، بالاشتراك مع فنانين آخرين م2007، بالإضافة إلى العديد من المعارض خلال الفترة من 2002 إلى 2006 م، وتعكس أعمالها التأثير الآسيوي، سواء من دراستها للهندسة المعمارية اليابانية وفن الخط الياباني، أو التأثير الإيطالي خلال السنين التي قضتها في ميلان.