تواصلت جلسات مؤتمر الناشرين العرب الأول،على مدار يومين ، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، قدم خلالها 29 ورقة عمل وبحثاً، في 10 محاور أساسية دار حولها المؤتمر، وبحضور ما يزيد عن 150 مشاركا في الجلسة الواحدة، تناقشوا وتفاعلوا مع 39 متحدثا متخصصا في موضوعات المؤتمر، بأكثر من 100 مداخلة إثرائية، والعديد من الاقتراحات العملية. وقد أعلن المشاركون ظهر يوم أمس، البيان الختامي للمؤتمر، الذي أكد على أهمية النشر كصناعة عصرية، وحرية تداول المعلومات والعلوم والمعارف وانتقال الكتب بلا حدود، كما أوصى البيان بمخاطبة كل الجهات المعنية من أجل إلغاء الرقابة وفك القيود أمام الكتاب. وأشار البيان إلى ضرورة عمل دراسة لإنشاء شركة توزيع عربية أو شركات للتغلب على مشكلات توزيع الكتاب بآليات جديدة تتواكب مع ما يحدث في العالم المتقدم ، وعلى أهمية تدريس منهج للملكية الفكرية بالمدارس، ونشر كتب ومقالات ومواد في وسائل الإعلام المختلفة، وعمل صندوق لتمويل قضايا الدفاع عن حقوق الناشرين ضد عصابات التزوير، والعمل على تفعيل القوانين التي تحمي الحقوق وتتيح المعلومات. كما دعا البيان المستثمرين للدخول مع الناشرين في مشروعات النشر الالكتروني، وعمل آلية جماعية للتعامل مع (جوجل) وغيره من مؤسسات النشر عبر الانترنت، وكذلك إنشاء مشروع لرقمنة وتحويل الكتاب من خلال كيان اقتصادي قوي، وتدقيق الأرقام والإحصائيات المتداولة في مجال النشر.وأوصى البيان بأهمية وضع مقترحات للارتقاء بالعلاقة بين الناشر والمؤلف مثل عمل عقود نموذجية وتفعيل القوانين الإدارية اللازمة لضبط هذه العلاقة وتدعيمها لصالح الطرفين. وركز البيان على ضرورة تفعيل العلاقات مع الهيئات المعنية بتدقيق الترجمة لضبط أعمال الترجمة وتصنيف مستويات المترجمين، ومطالبة الحكومات العربية بدعم العاملين في هذا المجال. كما طالب البيان بإقامة هيئة تنسيقية بين إدارات المعارض العربية لتنسيق مواعيد المعارض، وكذلك تشجيع إنشاء معرض افتراضي عبر الانترنت يتم تحديثه باستمرار، وأن لا يطلق اسم معرض دولي إلا على المعارض التي تتيح الفرصة للعرض فقط دون البيع، والتركيز في الفترة القادمة على المعارض المتخصصة، وإلغاء القيود أمام حركة تداول الكتب في المعارض، والارتقاء بمستوى التنظيم. وأوصى البيان بمخاطبة الجهات الداعمة (المانحة) بدعم تجارب ناشري كتب الأطفال لأنها الأساس والاستثمار الحقيقي في المستقبل، وكذلك التعاون مع مديري المعارض العربية في تخصيص أماكن لائقة بناشري كتب الأطفال بالمعارض العربية، وتفعيل دور الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال في التدريب والتحفيز للعاملين بهذا المجال، وإصدار ببلوجرافيا في صناعة كتاب الطفل العربي كما أكد المجتمعون على أهمية النشر المتخصص، والذي يعيش أزمة ما بين الاحتكار الحكومي أو التعامل الخاطئ مع التجارب المنقولة، ودعا البيان إلى تشكيل لجنة من الناشرين العرب لعمل دراسات وبحوث حول هذه الصناعة الضخمة، وتنظيم مؤتمر عربي لتطوير صناعة الكتاب المدرسي، والاستفادة من التجارب الناجحة في العالم. وطالب المشاركون بضرورة التفاعل مع المتغيرات العالمية كالكتاب الرقمي، وتطوير اقتصاديات المهنة، وتنوع الإنتاج المعرفي، والتجديد والتجويد، والارتقاء بالمكتبات وشركات التوزيع، والاندماج في كيانات قوية قادرة على الصمود والمواجهة. وقد كانت الجلسة الثامنة من المؤتمر عن ( أدب الطفل ) وشارك فيها الدكتور محمد عبداللطيف، والمهندس خالد بلبيسي، والمهندس إبراهيم المعلم،وقد تناول المشاركون واقع كتاب الطفل في العالم العربي، ومدى الحاجة إلى صناعة كتاب الطفل المناسب الذي يحقق رغباته واحتياجاته، والتعامل بشكل جانب من جلسات المؤتمر فني ومعرفي دقيق مع إعداد كتب الأطفال، معرجا على كتاب الطفل في الغرب الذي يتمتع بأعلى المواصفات في شكله ومضمونه،وتسويقه، وتطويره . بعد ذلك انطلقت الجلسة التاسعة تحت عنوان ( نشر الكتاب المدرسي في الوطن العربي ) شارك فيها خالد البلبيسي، ومحمد رشاد، وطارق عثمان، وقدمها ضو تبيار. استعرض فيها المشاركون أهمية الكتاب المدرسي بوصفه عالما آخر مرتبطاً بسياسة التعليم في الدول العربية، مؤكدا مشيرا إلى ما يحظى به هذا الكتاب من أهمية كبيرة بوصفه صناعة تدخل في مناح شتى على مختلف المستويات التربوية والتعليمية . ثم أقيمت آخر جلسات المؤتمر عن ( مستقبل صناعة النشر) قدمها رئيس جمعية الناشرين السعوديين الأستاذ أحمد الحمدان، وشارك فيها:المهندس إبراهيم المعلم، والسيد هيرمن اسبرويتس، والدكتور محمد عبداللطيف. استعرض فيها المشاركون التحديات التي تواجه صناعة النشر عالميا وعربيا، من خلال قواسم مشتركة من التحديات التي يأتي في مقدمتها تحديات التوزيع في عصر الثورة الرقمية، في ظل توجه رقمي على المستوى العالمي، الذي يأتي العالم العربي جزءاً منه، متطرقا إلى مقارنة بين خطوط الإنتاج الورقي والآخر الرقمي مقارنة بالإقبال على الإنتاج الرقمي، مستعرضين في أوراقهم العديد من المقارنات التي يشترك في تحدياتها العالم قاطبة من جانب، والتحديات التي تواجه الدول العربية في مجال صناعة النشر على وجه الخصوص من جانب آخر.