رفع المشاركون في مؤتمر الناشرين العرب الأول الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على رعايته الكريمة للمؤتمر، كما أعربوا عن شكرهم لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة على الجهود التي بذلها في سبيل إقامة المؤتمر وإنجاح فعالياته . وصدر في ختام المؤتمر الذي عقد بالتعاون بين وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الناشرين السعوديين، تحت عنوان (مستقبل صناعة النشر في العالم العربي) يومي 17 و18 شوال 1430 ه وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض عدد من التوصيات حول المحاور والقضايا الحيوية التي ناقشها المؤتمرون حيال مستقبل صناعة النشر في العالم العربي . فقد تناولت الجلسة الأولى وعنوانها (حرية النشر في العالم العربي) أهمية النشر، وحرية تداول المعلومات والعلوم والمعارف وانتقال الكتب بلا حدود، وأوصت بمخاطبة كل الجهات المعنية من أجل إلغاء الرقابة وإزالة العقبات أمام انتقال الكتاب. و الجلسة الثانية وعنوانها (تسويق وتوزيع الكتاب في العالم العربي) فقد أوصت بضرورة عمل دراسة لانشاء شركة توزيع عربية أو شركات للتغلب على مشكلات توزيع الكتاب بآليات جديدة تتواكب مع ما يحدث في العالم المتقدم. و أما الجلسة الثالثة وعنوانها (حماية حقوق الملكية الفكرية) فتناولت موضوعات عديدة واقتراحات لحماية حقوق الملكية الفكرية منها أهمية تدريس منهج للملكية الفكرية بالمدارس، ونشر كتب ومقالات ومواد في وسائل الإعلام المختلفة، وإنشاء صندوق لتمويل قضايا الدفاع عن حقوق الناشرين ضد القرصنة، والعمل على تفعيل الأنظمة التي تحمي الحقوق وتتيح المعلومات. وفي الجلسة الرابعة وعنوانها (النشر الالكتروني في العالم العربي) فقد تم تقديم مقترحات عديدة ومفيدة من خلال المتحدثين المتخصصين من أهما دعوة المستثمرين للدخول مع الناشرين في مشروعات النشر الالكتروني، وعمل آلية جماعية للتعامل مع محركات البحث الإليكتروني المشهورة و مؤسسات النشر عبر الانترنت، وكذلك إنشاء مشروع لرقمنة وتحويل الكتاب من خلال كيان اقتصادي قوي، وتدقيق الأرقام والإحصائيات المتداولة في مجال النشر. و الجلسة الخامسة وكانت حول (العلاقة بين الناشر والمؤلف) فأوصت بأهمية وضع مقترحات للارتقاء بالعلاقة بين الناشر والمؤلف مثل عمل عقود نموذجية وتفعيل القوانين الإدارية اللازمة لضبط هذه العلاقة وتدعيمها لصالح الطرفين. وفي الجلسة السادسة وعنوانها (مشاكل الترجمة في العالم العربي) فقد ركزت على ضرورة تفعيل العلاقات مع الهيئات المعنية بتدقيق الترجمة لضبط أعمال الترجمة وتصنيف مستويات المترجمين، وطالبت الحكومات العربية بدعم العاملين في هذا المجال. وأما الجلسة السابعة وعنوانها (معارض الكتب العربية) فأوصت بإقامة هيئة تنسيقية بين إدارات المعارض العربية لتنسيق مواعيد المعارض، وكذلك تشجيع إنشاء معرض افتراضي عبر شبكة المعلومات العالمية الانترنت يتم تحديثه باستمرار، وأن لا يطلق اسم معرض دولي إلا على المعارض التي تتيح الفرصة للعرض فقط دون البيع، والتركيز في الفترة القادمة على المعارض المتخصصة، وإلغاء القيود أمام حركة تداول الكتب في المعارض، والارتقاء بمستوى التنظيم. وفي الجلسة الثامنة وكانت بعنوان (كتب الأطفال) فقد أوصت بمخاطبة الجهات الداعمة (المانحة) بدعم تجارب ناشري كتب الأطفال لأنها الأساس والاستثمار الحقيقي في المستقبل، وكذلك التعاون مع مديري المعارض العربية في تخصيص أماكن لائقة بناشري كتب الأطفال بالمعارض العربية وتفعيل دور الملتقي العربي لناشري كتب الأطفال في التدريب والتحفيز للعاملين بهذا المجال، وإصدار (ببلوجرافيا )في صناعة كتاب الطفل العربي. في حين ركزت الجلسة التاسعة وعنوانها (نشر الكتاب المدرسي) على هذا النوع المتخصص من النشر، الذي يعيش أزمة ما بين الاحتكار الحكومي أو التعامل الخاطئ مع التجارب المنقولة ، وأوصت بضرورة تشكيل لجنة من الناشرين العرب لعمل دراسات وبحوث حول هذه الصناعة الضخمة، وتنظيم مؤتمر عربي لتطوير صناعة الكتاب المدرسي، والاستفادة من التجارب الناجحة في العالم. وأما الجلسة الأخيرة وعنوانها ( مستقبل صناعة النشر) فقد ناقشت التحديات التي تواجه مستقبل صناعة النشر في العالم وفي العالم العربي من زوايا التقنية وسياسات النشر، وأوصت بضرورة التفاعل مع المتغيرات العالمية مثل الكتاب الرقمي وتطوير اقتصاديات المهنة، وتنوع الإنتاج المعرفي، والتجديد والتجويد، والارتقاء بالمكتبات وشركات التوزيع، والاندماج في كيانات قوية قادرة على الصمود والمواجهة. وقد شهدت جلسات المؤتمر، تقديم 29 ورقة عمل وبحث، في 10 محاور أساسية دار حولها المؤتمر، تناقشوا وتفاعلوا مع 39 متحدثا متخصصا في موضوعات المؤتمر، بأكثر من 100 مداخلة إثرائية، والعديد من الاقتراحات العملية. وفي ختام المؤتمر أزجى المشاركون في فعالياته الشكر لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ولكل المنظمين والرعاة والفريق التنفيذي،على الجهود المبذولة والتسهيلات التي أسهمت في نجاح جلسات المؤتمر.