حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس أن "الإجراءات الإسرائيلية بشأن القدس لا تهدد فقط بهز علاقات إسرائيل بالأردن، ولكن بتفجير نقاط اشتعال في كل أنحاء العالم الإسلامي وتقويض الجهود المبذولة لإطلاق مفاوضات السلام". وشدد في مقابلة له مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت أمس وبثتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا على "ضرورة وقف بناء المستوطنات". وطالب عبدالله الثاني إسرائيل بوقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد الأماكن المقدسة في القدس الشريف وتستهدف تغيير هوية المدينة المقدسة. وسئل عبد الله الثاني عن موقفه حول إقامة الجدار في القدس، فأجاب برفضه لسياسة بناء الجدران وقال إن "كل الجدران ستسقط". وقال إن "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر لأننا ننزلق نحو الظلام وأنه لا مستقبل من دون حل الصراع على أساس حل الدولتين وفي سياق السلام الشامل". ولفت إلى أنه "أثار قضية القدس التي يجب أن تكون رمزا للتعايش بين أتباع الديانات السماوية الثلاث مع كل رؤساء حكومات إسرائيل بمن فيهم بنيامين نتنياهو ومع الإدارة الأميركية وأكد لهم على قدسية القدس وحساسيتها". وأضاف إنه "على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد أن تكون قلعة أو أن تندمج في المنطقة". وسألته "هآرتس " عن العلاقات الأردنية الإسرائيلية بعد مرور 15 عاما على توقيع اتفاقية السلام، فأجاب "إن العلاقة بيننا تزداد برودا". وعزا ذلك إلى عدم تحقيق السلام الشامل وحل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين. وشدد على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تبنى على ما تم التوصل إليه في المفاوضات السابقة وعلى أساس المرجعيات المعتمدة للوصول إلى حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام. وكشف مصدر أردني رفيع المستوى "للرياض" أن الخارجية الأردنية استدعت السفير الإسرائيلي في عمان مرتين الأسبوع الماضي، وحذرته من تصاعد الموقف فيما لو استمرت اسرائيل بتهويد المدينة المقدسة وحفر الأنفاق تحت الأقصى".