اشتكى عدد كبير من عابري الطريق السياحي بالطائف -الذي يتفرع من منطقة غزايل حتى منطقة الباحة مرورا ببني مالك- من سوء صيانة الطريق، التي أدت إلى وقوع العديد من الحوادث المرورية المميتة أودت بحياة العديد من الأبرياء. وقال بعض عابري الطريق إحدى شركات الصيانة التابعة لإدارة الطرق والنقل بمحافظة الطائف قامت مؤخرا بالبدء بصيانة الطريق وإعادة تهيئته، إلا أن العابرين تفاجأوا بأن الصيانة اقتصرت فقط على إضافة طبقة إسفلتية رقيقة وناعمة فوق الإسفلت القديم، وذلك من مفرق غزايل حتى تقاطع ميسان، وما أن فرغت الشركة من هذه الصيانة التي زادت الطريق سوءا، حتى ارتفع معدل الحوادث المرورية، وذلك بسبب نعومة الطبقة الإسفلتية. ويواجه العابرون لهذا الطريق معاناة حقيقية في ظل وقوع الحوادث شبه اليومية، أو تهالك سياراتهم بسبب الحفر والمطبات، كل ذلك بسبب إهمال الشركة المنفذة، الأمر الذي يفتح باب التفكير لدى المواطنين – كما عبروا ل"لرياض"- في رفع دعوى جماعية لإنصاف المتضررين من هذا الإهمال، الذي نجم عنه تصدعات وتشققات وفجوات كبيرة وحادة أهلكت سياراتهم وهددت سلامتهم، خاصة وأن هذا الطريق يعد شرياناً مهما يربط الطائف بمنطقة الباحة ويطلق عليه اسم (الطريق السياحي) كونه يمر من مناطق سياحية جاذبة، ويكثر الإزدحام به في فصل الصيف، ويزداد كثافة مع شهر رمضان المبارك. واستشهد المواطن مصلح بن نوار من أهالي منطقة الصور بوقوع حادثين متتالين لشاحنتين على الطريق، ويتفاجأ العابر بعدم قدرته على السيطرة على السيارة، الأمر الذي يوقع الكثيرين في حادث مروري عند منعطفات الطريق الخطرة. وقال المواطن فهد المالكي: الأمر يزداد سوءا من منطقة بوا حتى القريع، حيث قامت شركة الصيانة بكشط أجزاء من الطريق منذ شهرين تقريباً وتركتها دون أن تقوم بصيانتها، كما قامت بإحداث العديد من الحفر العميقة التي يقع فيها عابر الطريق لأول وهلة، ولم تقم الشركة بردم تلك الحفر ولم تكلف نفسها حتى بوضع لوحات إرشادية، مستشهدا بمواقف وقعت لعدد من عابري الطريق، منهم النساء الحوامل اللاتي اضطررن لتغيير مسار الرحلة إلى المستشفيات بعد وقوع سيارة أسرهن ضحية هذه الحفر والمطبات، وأولئك المواطنون الذين أعطبت سياراتهم واضطروا للذهاب للورش لإصلاحها. كما عبر المواطن إبراهيم الغشمري عن غضبه من غياب الرقابة والمتابعة لهذا الطريق، مشيرا إلى أنه يعد أحد ضحايا هذا الإهمال، حيث قال إنه تفاجأ بحفرة عميقة عندما كان عابرا مع أسرته لهذا الطريق ليلا، الأمر الذي أصاب سيارته بالعطب وتوقفت عن السير، حتى أنه لم يجد مكاناً لأطفاله ليناموا فيه حتى يتم إصلاحها في الصباح، ومكث مع أسرته ليلة عصيبة لن يسنساها، مشددا: سأتقدم للجهات المختصة بشكوى لإنصافي من المتسبب في معاناتي، يجب تنبيه المارة بوضع لوحات إرشادية، حيث إن الطريق يشكل خطراً محدقاً لأرواح مرتاديه. "الرياض" بدورها حاولت الاتصال بمدير فرع مدير إدارة الطرق والنقل بمحافظة الطائف المهندس عمر الحسيني إلا أننا لم نستطع الوصول إليه رغم اتصالاتنا المتكررة لهاتف مكتبه وهاتفه المحمول.