دائما ما يرجع الكثيرون أسباب الحوادث المرورية لأخطاء السائقين من تجاوزات خاطئة والسرعة العالية أو لخلل فني في المركبة متناسين أن هناك عوامل أخطر من كل ما ذكر لها دور كبير في وقوع العديد من الحوادث المرورية فالعديد من الطرق يكون لها الأثر في وقوع الحوادث المرورية أما لمنحنياتها الخطيرة أو لازدواجيتها دون حواجز بين الاتجاهين أو لتراجع الخدمات عليها وإهمال صيانتها سواء بضعف كفاءة الإسفلت أو لانعدام الإضاءة أو قصور في اللوحات التحذيرية أو تآكل عيون القطط التي بدورها تساعد على الرؤية وعلى الطريق السياحي (الطائف - الباحة) هناك مشكلة من نوع اخر وهي الأنفاق التي تخترق الجبال بامتداد الطريق السياحي حيث ينتشر ما يزيد عن (25) نفقا تتراوح أطوالها مابين الخمسين مترا والخمسمائة متر مشكلة بؤرة للحوادث الدامية التي راح ضحيتها العديد من الأرواح مما جعلها بمثابة الكابوس لعابري هذا الطريق السياحي لما يحدث داخلها من مفاجآت قد لاتحمد عقباها. انعدام الاضاءة ويقول عبدالرحمن المالكي: هناك عدد من الأسباب لوقوع الحوادث داخل الأنفاق فالإضاءة غير الكافية والمعدومة في بعض الأنفاق إضافة إلى الانحناءات الخطيرة وخصوصا في نفق الشعيراء (نفق الموت) وبطء سير الشاحنات التي يتفاجأ بها السائقون إضافة إلى عدم استخدام الأنوار من قبل بعض السائقين كل هذه العوامل مجتمعة هي ما يتسبب في جل الحوادث داخل هذه الأنفاق والتي يكون معظمها مميتاً. شاركه في ذلك عادل المالكي الذي قال عدم إضاءة الأنفاق على الطريق السياحي تسبب في حوادث دامية فقبل بضعة أيام وقع حادث لعائلة مكونة من أحد عشر شخصا داخل أحد الأنفاق المظلمة فأين دور الجهات المختصة بإضاءة هذه الأنفاق رغم مرور مايقارب من (20) عاما على إنشاءها رغم الخطورة التي لا تخفى على الجميع. ويؤكد أحمد محمد المالكي أن السائقين يعانون على الطريق السياحي من مشكلة المرور عبر عدد كبير من الأنفاق غير المضاءة وخصوصا في أوقات النهارلان السائق يدخل إلى النفق وعيناه قد تعودت على النور ليفاجأ بالظلام ليكن هناك فترة لكي تتعود عيناه على ذلك مما قد يتسبب في الحوادث، موضحاً أن الإضاءة وتحسين وسائل السلامة داخل تلك الأنفاق قد تساعد في تخفيف الحوادث التي تشهدها بين الفينة والأخرى. غياب اللوحات الارشادية فيما قال حامد المالكي العابر من هذه الأنفاق يلاحظ تأكل ما يسمى (بعيون القطط ) العاكسة للإضاءة وعدم وجود اللوحات الإرشادية الكافية وما يزيد الخطورة وجود الانحناءات في معظم هذه الأنفاق مع الانحدار الخطر في بعضها وأضاف بأن عدم وجود مرور لمتابعة حركة السير بهذا الطريق الهام زاد من المخاطر بالتهور في معظم الأحيان من قبل السائقين والتجاوزات الخاطئة وعدم استخدام الأنوار داخل الأنفاق. وقت للشاحنات وطالب العديد من المواطنين بتحديد وقت لمرور الشاحنات داخل هذه الأنفاق لما تسببه من عرقلة للحركة بالبطء الشديد في الحركة وحوادث سير، مقترحين وضع مطبات خفيفة قبل الوصول إلى الأنفاق لتنبيه السائق وكذلك اللوحات التحذيرية. ويشير حسن المالكي الى زمن بعيد قد مضى منذ إنشاء الطريق الذي يخدم عدداً كبيراً من المواطنين ويتخلله العديد من الأنفاق التي تزيد عن 25نفقا التي تتراوح أطوالها مابين الخمسين والخمسمائة متر تقريبا مخترقة بالحارث وبلاد بني مالك وزهران وعلى مدى ما يزيد عن عشرين عاماً. واضاف وقع خلال هذه الفترة العديد من الحوادث المرورية الدامية التي راح ضحيتها العديد من الأرواح ومنذ ما يقارب الأربع سنوات ونحن نسمع كل فترة عن إضاءة هذه الانفاق المظلمة ولكن هذا المشروع لم ير النور حتى وقتنا الحاضر رغم توافر الكهرباء بمحاذاة هذه الأنفاق مما يزيد من الاستغراب لماذا لم تتم حتى وقتنا الإضاءة. دراسة (16) نفقاً وأوضح المهندس عبدالعزيز الأزوري بفرع إدارة الطرق بمحافظة الطائف بأنه تم عمل الدراسة اللازمة لإنارة وتهوية وتحسين وسائل السلامة ل(16) نفقا عبر الطريق السياحي الطائفالباحة وتم رفعها للوزارة لاعتمادها وأضاف بأن العمل يتم بالتعاون مع وزارة المياه والكهرباء بهذا الخصوص وأن الوزارة تسعى دائما إلى تقديم أفضل الخدمات في سبيل راحة المواطن.