-1- ضاحكا لم تزلْ ، فكأن الشموس التي أشرقت أخذت ضوءها من يديك وكأن المساء الذي غبت عنه ، مات حزنا عليك. وحين تجيء ، تستوي كلها مُسلِّمة بين يديك. -2- صاحبي قد أطلت الغيابْ على غير ما عادة قد أطلت الغيابْ فقل لي بربك ، قل لي حين تودُّ الإياب. -3- كم الساعة الآن يا نائما لم تزل ! هل تدوزن أسطورة للغياب ؟ هل تعدُّ لنا قهوة مستطابة حين تؤوب إلينا بسفْرٍ جديد؟ كم الساعة الآن يا نائما ، هل ستصحو على الواحدة ؟ هل ستخبرنا عن رحلة المكثِ ، وما رحلة المكث يا صاحبي ! لا تطلها ، فأنا لا أحب المقام على طللٍ خامدٍ أو سرير . كم الساعة الآن يا نائما كم هي الآن ! لا مواعيدَ في حضرة الشاعر ، العائذ من شقوهِ بالغيابْ. لا عذابْ ، لا حزنَ ، لا شيء يتعبه ، مكثه مستطاب مكثه مستطابْ . -4- سلامي عليك سلامي عليك كلما يممتْ راحلتي نحو "حراء" ذكرتك ، فهل للتحنث من عودة وهل يقطع الصمتَ صوتُك ؟ فهَل ، وهَل وهل . فمتى ستهلُ ؟ متى ستهل؟ فسلام عليك سلام عليك. -5- "مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي وفاتني الفجر إذ طالت تسابيحي" قل لي بربك أي ريح ترتجي ، وأي بحر تشتهي فأطل تسابيح الصباح ، وانظر لقرص الشمس إن ْطلع النهار، لكنَّ عُدْ ، باللهِ عُدْ ، فالأرض فارقت المدار. -6- صفْ لي بربك كيف تشعر بالفضاء المستمد من الفضاء صفْ لي الطريقَ بلا طريقْ، صفْ لي الزمان وقد نزعنا عنه دالته ، فصار بلا زمانْ. صفْ لي بربك ما تقول الفيزياء ، بلا قوانينٍ ولا بُعدٍ جديد كيف نفهم ما تقول الفيزياء ، أتعرف الأشياء من أرواحها ؟ أم تعرف الأرواح من أشيائها ؟ لا لمس ، لا طعم ، ولا لون ولا شيء تلوذ به سوى بُعدٍ خفيٍّ ، فصفه لي ، إني تعبتُ من الحياة بلا حياة ، تعبت من هذا الفضاء ، ومن نحيب المتعبين ، ومن خواء في خواءْ. صف لي بربك ، ما تشاءْ وعُدْ – أقلَ كآبة – كما يليق بعودة العظماء ، ممتطيا قصيدتَك الطويلة ، غارقا في بحرها ، متمرغا في رملها ، ورافعا راياتِها البيضاء ، تستقري الطوالع ما تقول، تأبى الأفول، صرتَ عرّاف القصيدة ، لا يليق بك الغياب ولا يليق لها البقاء. -7- يا ربِّ ! ما خلف الفضاء المستحيل ما تفعل الMeta التي قالوا بأن لها مسارات أخرْ. أيجيء من يأتي بتفسيرٍ لِكُنهِ البُعد حين يعود لنا ونعرف ما استترْ ؟ -8- سراب سديم ومكان عظيم وبينهما سيدٌ نائم ، بزّهما في المهابة. -9- ضُمني حين تجيء على ذات فجر جديد، لا تقل لي نسيت التحايا في رحلتك السرمدية ، ضمني كي تلاقى الضلوع ، لا تقف هكذا ، صامتا ، كيسوع . ولكنْ لا تشكِ لي – صاحبي – ما لقيت ، فإني بعدك ، لقيت الذي ما أودُ لقاه لقيت الحياةْ ، لقيت الطغاةْ. ولقيتُ النفاق تخلل حتى الجباه فماذا عساه ، وماذا عساه ؟ فمن كان حولك يا صاحبي ، ذهبوا ، يبحثون عن مريدٍ جديدٍ ، وكي يجدوا سلوة أو متاعا رخيصا ، هلام حياةْ. فأهٍ وأهْ . -10- إنَّ الجبلين وحدهما لا يلتقيان ، فمتى نلتقي ، متى نلتقي ؟