قال مسؤولون إن عاصفة قوية توقفت قبالة الساحل الشمالي الشرقي للفلبين امس بعد يومين من اجتياحها مناطق جبلية نائية على جزيرة لوزون الرئيسية مما أسفر عن مقتل 22 شخصا. وضعف إعصار بارما وهو أقوى إعصار تشهده البلاد منذ عام 2006 ليتحول إلى عاصفة مدارية، ولكن قد يظل ثابتا قبالة ساحل اقليم ايلوكوس خلال الأيام الثلاثة القادمة مما سيؤدي إلى هطول المزيد من الأمطار واحتمال حدوث سيول وانهيارات ارضية. وقال ناثانيل كروز رئيس هيئة الارصاد الجوية في مؤتمر صحفي "شهدت تلك المناطق هطول امطار غزيرة خلال اليومين أو الثلاثة الماضية... هذا هو الأثر الخطير لاعصار ظل ثابتا تقريبا". وقال إن حركة بارما تأثرت بالإعصار ميلور الأشد قوة والذي من المتوقع أن يدخل الفلبين من جهة الشرق. ويجتاح الاعصار ميلور الذي تبلغ سرعة الرياح فيه 205 كيلومترات في الساعة ستزيد إلى 250 كيلومترا في الساعة المحيط الهادي ومن المرجح أن يتحول إلى المياه الشمالية الشرقية للبلاد قبل أن يتوجه لليابان. وقال مسؤولو كوارث ومسؤولون محليون امس إن خمسة أشخاص آخرين قتلوا عندما اجتاح الاعصار بارما المناطق الشمالية في مطلع الاسبوع مما يرفع اجمالي عدد القتلى إلى 22 شخصا. وتضرر من العاصفة أكثر من 200 ألف شخص ثلثهم يقيم في مناطق إيواء مؤقتة نتيجة للسيول والانهيارات الأرضية. ومازالت الكهرباء ووسائل الاتصالات مقطوعة. وقد تزيد الامطار الكثيفة في مانيلا والمناطق الواقعة حولها الوضع سوءا في العاصمة الفلبينية التي مازالت تتعافى من فيضانات سببها اعصار كتسانا قبل أسبوع. وفي تايوان تم إجلاء نحو سبعة آلاف شخص معظمهم من القرى الواقعة في جنوب الجزيرة بعد ان أدى الاعصار بارما الى سقوط أمطار غزيرة . وفاضت أنهار وجداول مائية في مناطق أخرى. وفي إندونيسيا أوقفت السلطات امس عمليات البحث عن ناجين في بادانغ، حيث باتت الأولوية الحؤول دون انتشار الأوبئة بعد خمسة ايام على وقوع الزلزال الذي ضرب غرب جزيرة سومطرة الاندونيسية. كما أدت الاحوال الجوية السيئة وهطول امطار غزيرة خلال اليومين الماضيين في المنطقة المنكوبة الى عرقلة عمليات الانقاذ. واشتكى سيماه امس من ان "الامطار زادت حجم المأساة"، وكان فقد منزله الواقع في قرية كوتو مامبانغ على بعد 40 كلم عن بادانغ. كما يعرقل سوء الاحوال الجوية وصول المساعدات الى هذه القرى، حيث جرفت الانزلاقات غالبية المساكن او طمرتها تحت الانقاض، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. كما واجه فريق المسعفين الاربعين القادمين من روسيا صعوبات لاقامة مستوصف بسبب التربة الموحلة. واعلنت اولغا بروشينا المتحدثة باسم الفريق "لقد امطرت بكثرة، لكننا نجحنا في اقامة المستوصف من ثماني خيم". والهدف من المستوصف معالجة المصابين ومنع انتشار الاوبئة. وحذرت منظمة "وورلد فيجن" غير الحكومية من ان "جرحا بسيطا يمكن ان يصبح مميتا بسبب الاوضاع الصحية السيئة وعدم توفر مياه نظيفة". وباتت أولوية السلطات الاندونيسية انتشال الجثث المتحللة من تحت الانقاض بعد ان أوقفت الاثنين عمليات الاغاثة في بادانغ مع فقدان الامل بالعثور على ناجين بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7,6 درجات. واختصر ستيفان نيسليه مسؤول الاتصالات في المجموعة التي ارسلتها فرنسا الوضع بالقول ان "مساعدة السكان حلت محل عمليات الاغاثة".وأوضح ان أحد اهداف المجموعة المؤلفة من 72 شخصا في بادانغ "تأمين مياه شرب نظيفة" بانتظار اصلاح شبكة المياه التي تعرضت لاضرار بالغة. وصرح ميشال ميرسييه المتحدث باسم المسعفين السويسريين ال 115 العاملين منذ الجمعة بمساعدة كلاب مدربة انهم توقفوا عن البحث بالمجسات بين انقاض المدارس والفنادق. وأعرب عن "اسفه لعدم العثور على احياء". ولا يزال من الصعب تحديد حصيلة للكارثة حتى يوم أمس. وقدرت وزيرة الصحة ستي فضيلة سوبارو ان عدد القتلى "يمكن ان يصل الى ثلاثة آلاف"، منها فقط 551 حالة مؤكدة الاحد. وفي الهند لقى 240 شخصا مصرعهم وشرد أكثر من 1.5 مليونا آخرين بسبب فيضانات عارمة أجتاحت جنوب وغرب البلاد. وذكرت تقارير اخبارية امس أن الامطار الغزيرة التي استمرت لايام أدت لوقوع أسوأ فيضانات في ولايتي كارناتاكا وأندرا براديش الجنوبيتين منذ 60 عاما حيث أغرقت مئات من القرى بالمنطقة. وقالت وكالة "برس تراست أوف إنديا" للانباء إن ولاية كارناتاكا شهدت مصرع 178 شخصا بينما شهدت ولاية أندرا براديش مصرع 37 آخرين. وذكر التقرير أن 25 شخصا على الاقل لقوا حتفهم بسبب حوادث متعلقة بالفيضانات في ولاية ماهاراشترا بغرب البلاد. وفي ولاية كارناتاكا ركزت الحكومة المحلية على جهود إعادة التأهيل، حيث هدأت حدة الامطار في مطلع الاسبوع. وقال مسؤولون لشبكة "تلفزيون أن دى تى فى" إنه في المناطق الشمالية الاكثر تضررا بالولاية تشرد ما يقدر بنحو مليون شخص.