افرجت سلطات الاحتلال ظهر أمس عن 19 اسيرة فلسطينية من سجونها في اطار صفقة "اشارة الحياة" من الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط، التي تم التوصل اليها بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل، عبر الوسيطين المصري والالماني، الامر الذي اعتبر اختراقا سيفتح الباب امام انجاز صفقة التبادل الكبرى. ونقلت سلطات الاحتلال ثمانية عشرة اسيرة فلسطينية منذ ساعات الصباح من سجن " هداريم" الى سجن "عوفر" غرب رام الله، فيما نقلت اسيرة اخرى من قطاع غزة وهي فاطمة الزق وطفلها يوسف الذي انجبته في الاسر الى سجن " شكيما" جنوبا، استعدادا لاطلاق سراحهن مقابل شريط مسجل لمدة دقيقة يؤكد ان الجندي الاسرائيلي الاسير على قيد الحياة، وذلك في اول صفقة تبادل تجريها المقاومة الفلسطينية منذ العام 1985. ووصل قائد اركان جيش الاحتلال غابي اشكنازي قبل ظهر أمس الى مقر قيادة الاركان في تل ابيب وشاهد الشريط بنفسه، واعطي الضوء الاخضر لاطلاق سراح الاسيرات. وعلم ايضا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو شاهد الشريط المسجل. وسلمت الاسيرات المفرج عنهن الى مندوبي الصليب الاحمر الدولي ونقلت 18 منهن الى الضفة الغربية عبر حاجز بيتونيا فيما نقلت الاسيرةالزق الى القطاع عبر معبر "ايرز". في غضون ذلك احتشد المئات من المواطنين الفلسطينيين وذوي الاسيرات منذ ساعات الصباح عن معبر سجن عوفر" لاستقبال بناتهم المحررات في اجواء انفعالية قبل ان تتم مرافقتهن الى مقر المقاطعة برام الله. من جانبه، اعتبر رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس في اتصال مع "الرياض" انها المرة الاولى منذ سنوات طويلة التي يتم فيها الإفراج عن دفعة من الاسرى عنوة ورغم انف الاحتلال، متوقعا في الوقت ذاته ان تدخل صفقة التبادل الكبرى مرحلة جدية بعد هذا اليوم.واكد ان الصفقة تحمل الكثير من الدلالات والابعاد، وتعطي الامل لالاف الاسرى الذين لا يزالون يرزحون في سجون الاحتلال. واضاف: البعض كان يعتقد ان موقف الاحتلال قدر لا يتغير لكن صفقة الشريط اكدت ان موقفه يمكن ان يتغير بالصمود والاصرار على المواقف. وقال فارس ان اسرائيل كانت لا ترغب استعادة جنديها الاسير لدى المقاومة ، وقد جربت كل المحاولات لاطلاق سراحه دون ثمن، وهي اليوم تطلق سراح هذه الدفعة من الاسيرات مقابل شريط لمدة دقيقة، وبالتالي وصلت الى قناعة انه لا بد من الدفع هذا الثمن. وبالتالي من المتوقع ان تدخل صفة التبادل مرحلة جدية مستقبلا. من جانبه، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة إسماعيل هنية ظهر أمس الجمعة: "أن نجاح صفقة الأسيرات وعودتهن إلى بيوتهن يفتح باب الأمل لفتح صفحاتٍ مشرقة في المستقبل القريب". هنية يحمل ابن إحدى الأسيرات وأضاف هنية خلال مؤتمرٍ صحفيٍ أثناء استقبال الأسيرة فاطمة الزق وطفلها بغزة "إننا نوجه رسالة للمجتمع الدولي ونقول إنه لا زال هناك 11 ألف أسير وأسيرة فلسطيني في سجون الاحتلال والغريب أن كل العالم مهتم بجندي إسرائيلي واحد". وأوضح رئيس الحكومة بغزة أن الحكومة سعت جاهدةً لعدم التفريق بين الأسرى وانتماءاتهم السياسية، قائلاً "الإفراج عن الأسرى واجبٌ وطني وليس خاصاً لحركة حماس". ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأدبية والأخلاقية للتدخل من أجل إنهاء الحصار والإفراج عن الأسرى كافة في سجون الاحتلال الإسرائيلي. من ناحيتها، وجهت الأسيرة المحررة فاطمة الزق التحية لفصائل المقاومة التي ساهمت بالإفراج عنها هي و19 أسيرة من مدن الضفة الغربية . وقالت الزق خلال حفل استقبال أقيم في غزة بحضور قادة من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس: "أوجه التحية والشكر لكل من بذل جهدا للإفراج عنا وأشكر الله قبل كل شيء الذي من علينا بالفرج لكنها فرحة منقوصة لأنني تركت أخوات عزيزات على قلبي وتركت ابنة أخي روضة في الأسر وستبقى فرحتي منقوصة إلا بتبيض السجون من الأسرى".وتمنت الأسيرة المحررة الزق الإفراج عن كافة الأسرى خاصة الأسرى العرب وأصحاب المحكوميات العالية. إلى ذلك أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية أن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد جلعاد شاليط كما ظهر في الشريط المسجل(الأوروبية) شليط ظهر بصحة جيدة في الشريط المصور الذي فاق التصورات، حيث إن مدته أكثر من دقيقتين.وحسب القناة يظهر الجندي جلعاد شليط بلباس عسكري ويحمل صحيفة فلسطين المحلية صدرت بتاريخ الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الماضي ويوجه رسالة إلى عائلته.وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الجندي الإسرائيلي الأسير يظهر بصحة جيدة للغاية ومتماسك ثم يتحدث بصورة ثابتة وجيدة ووجهه موجه نحو الكاميرا. أقارب أسيرة فلسطينية محررة يستقبلونها بحرارة لدى وصولها إلى قريتها (الأوروبية)