اعلن مصدر في الاتحاد الاوروبي أمس الخميس ان ممثلي الدول الست الكبرى انهوا اجتماعهم مع نظيرهم الايراني في جنيف. وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه: "انتهى الاجتماع، الوفود تغادر الفيلا" الواقعة قرب جنيف والتي عقدت فيها المحادثات. وقد سبق لدبلوماسيين أن صرحوا ان الوفد الايراني قد رفض الحديث بصفة خاصة عن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل ، والذي يعد موضوعا رئيسيا بالنسبة للدول الست. وكانت ايران قد اجتمعت مع الصين وروسياوفرنسا والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا والمنسق الأعلى للشئون السياسية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وأعلن سولانا ان الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني وايران اتفقت أمس على تكثيف الحوار وعلى زيارة مقبلة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لموقع تخصيب اليورانيوم في مدينة قم. وقال سولانا في ختام الاجتماع: "اتفقنا على تكثيف الحوار خلال الفترة الآتية" موضحا انه يتوقع ان تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع قم النووي "خلال الاسابيع القليلة المقبلة". وتابع سولانا ان الطرفين "توافقا مبدئيا على ان ينقل اليورانيوم الضعيف التخصيب من ايران الى دول اخرى لزيادة تخصيبه". وسارعت موسكو لإبداء استعدادها لتخصيب اليورانيوم لصالح طهران. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مسؤول روسي طلب عدم كشف اسمه قوله ان روسيا مستعدة لتخصيب اليورانيوم اللازم لتشغيل مفاعل نووي ايراني للابحاث لتفادي قيام ايران بذلك. ونقلت الوكالة عن هذا المصدر القريب من الملف النووي الايراني قوله ان "روسيا تؤيد هذه الفكرة. وفي حال توجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الينا، فنحن مستعدون لتلقي هذا اليورانيوم لزيادة تخصيبه". سولانا يتحدث للإعلام خارج مبنى الاجتماع في جنيف.(أ.ف.ب) وفي واشنطن وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المحادثات بين إيران والقوى العالمية الكبرى في جنيف بأنها "مثمرة" لكنها قالت إنها تريد أن تتخذ إيران خطوات ملموسة. واضافت للصحافيين في واشنطن "أثير عدد من القضايا.طرحت على الطاولة.وعلينا الآن أن ننتظر لنرى مدى سرعة استجابة إيران،أو إمكانية استجابتها أصلاً.أعتقد أنه كان يوما مثمرا لكن البرهان على ذلك لم يظهر بعد لذلك سننتظر ونواصل طرح وجهة نظرنا ونرى ما الذي ستقرر إيران فعله". وأضافت كلينتون: "سأعتبر ذلك إشارة إيجابية عندما تنتقل من الشعارات والحوار إلى الأعمال والنتائج. نريد رؤية تحركات ملموسة ونتائج إيجابية وأعتقد أن اجتماع اليوم فتح الباب،ولكن لنر ما سيحدث". و رغم هذا التفاؤل الحذر الذي أبدته الوزيرة الأمريكية،إلا أن البيت الأبيض سارع لتهديد ايران بفرض عقوبات جديدة عليها إن هي حاولت استخدام عملية المحادثات في جنيف لكسب الوقت ودفع برنامجها النووي الى الامام. أما ممثل فرنسا في مجموعة الست جاك أوديبير الذي أكد على إن إيران يجب أن تثبت أنها تغير الطريقة التي تدير بها برنامجها النووي بما في ذلك السماح بدخول موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم خلال اسبوعين بهدف إزالة المخاوف الدولية. وقال أوديبير للصحافيين: "الوقت يضغط. يجب أن يكون هناك دليل على حدوث تغيير كبير في إدارة إيران لبرنامجها النووي". وقال بعد أن عقدت إيران اجتماعا بشأن برنامجها النووي مع القوى الست الكبرى "على سبيل المثال عليها أن تسمح بالدخول إلى موقعها النووي الثاني في قم خلال الأسبوعين القادمين." إلى ذلك اكتفى المفاوض الإيراني في جنيف سعيد جليلي بوصف المحادثات بأنها جيدة.وعبر جليلي عن قناعته بأن السلاح النووي "يجب أن لا يمتلكه أي المفاوض الإيراني جليلي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس.(أ.ب) بلد" إلا أنه عاد للقول أن بلاده لن تتخلى عن حقها في التكنولوجيا النووية حتى مع وفائها بالتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي. وأضاف جليلي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الاجتماعات: "نحن ملتزمون بتعهداتنا في إطار معاهدة منع الانتشار النووي.وفي الوقت نفسه سنمضي قدما ونتمسك بحقوقنا النووية في إطار المعاهدة". من جهة أخرى،طالب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي خلال زيارة قام بها إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك من الدول الكبرى "عدم المبالغة فى التوقعات". وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس: "يجب على المشاركين في المحادثات السداسية انتهاج طريقة واقعية والاستمرار في تلك المحادثات... ومواصلتها". الجانب الإيراني تمسك بموقفه خلال المحادثات. (إ.ب.أ)