أعلنت شركة جنرال موتورز الأمريكية في وقت مبكر أمس بتوقيت الرياض أنها ستقوم بإغلاق القسم الخاص بها الذي يصنع سيارة "ساترن" الشعبية لديها بنهاية العام. وجاء ذلك بعد أن أعلنت مجموعة بنسكي أوتوميتيف غروب للسيارات الأمريكية أنها لم تعد قادرة على مواصلة المفاوضات مع جي أم لشراء فرع الشركة الذي ينتج هذه السيارة التي كان يعتقد أنها ستكون السيارة التي ستنقذ جي أم من الإفلاس. وقد أذهل إعلان جنرال موتورز أصحاب وكالات بيع سيارات ساترن في الولاياتالمتحدة والعالم، رغم التطمينات بأن جي أم ستواصل احترام الكفالات التي يحملها مالكو هذه السيارة. وقالت شركة بنسكي أوتوميتيف غروب إنها لا تستطيع مواصلة التفاوض لإتمام صفقة شراء ساترن بعد أن أبلغتها شركة تصنيع سيارات أخرى، لم تحددها بنسكي، إنها لن توافق على تصنيع السيارات لحساب بنسكي لبيعها تحت الاسم التجاري لسيارة ساترن. وفي حين رفضت بنسكي الإبلاغ عن اسم الشركة المعنية التي رفضت تصنيع السيارة وبيعها تحت الاسم التجاري لساترن، فإن تقارير أشارت إلى أن الشركة المعنية هي شركة "رينو - نيسان" التي تخوض مفاوضات مع بنسكي لإتمام صفقة سيارات أخرى معها. وكانت جنرال موتورز قد رحبت ببدئها مفاوضات في وقت سابق هذا الصيف مع بنسكي لشراء شركة سيارتها الشعبية، معتبرين شركة بنسكي بأنها صاحبة سجل ممتاز في الأعمال التجارية وتحويل المشاريع التي تعاني من مشاكل مادية إلى مشاريع مربحة تجاريا، وكانت جي أم قد اضطرت إلى بيع تلك الشركة التابعة لها استجابة لطلب من إدارة الرئيس أوباما التي فرضت شروطا قاسية على جميع شركات السيارات الأمريكية الكبرى قبل أن توافق على منحها قروضا مالية ضخمة لتجنب إفلاسها في وقت سابق هذا العام. وقال الرئيس التنفيذي لشركة جي أم، فريتز هندرسون، إن "الأنباء المحبطة التي صدرت اليوم جاءت في وقت كنا نأمل فيه في رؤية إطلاق ناجح جديد للاسم التجاري لساترن عبر شركة أخرى." ولكنه أضاف أن شركته "ستعمل عن كثب مع أصحاب وكالات بيع سياراتنا لضمان توفير كل الاحتياجات التي يتطلبها أصحاب سيارات ساترن فيما نقوم بنقلهم تدريجيا إلى وكالات جي أم أخرى في المستقبل القريب." وكانت جي أم قد بدأت بإنتاج السيارة المذكورة في العام 1985 لمجابهة المنافسة الشديدة التي ووجهت بها من قبل السيارات اليابانية الصغيرة الحجم والمقتصدة في الوقود التي كانت قد غزت الأسواق الأمريكية في الجزء الأخير من القرن الماضي مثل هوندا وتويوتا ونيسان. يذكر أن هناك 350 وكالة لبيع سيارات ساترن في الولاياتالمتحدة، ويتوقع لجميع هذه الوكالات أن تغلق أبوابها قريبا نظرا للتطور الأخير. غير أن عدد وكالات بيع السيارة الأمريكية المذكورة في الخارج غير معروف بدقة، وإن كان هذا العدد يقدر بالمئات أيضا. وقالت جي أم إنها ستحترم جميع الكفالات التي يحملها أصحاب سيارات ساترن في وكالات الشركة الأخرى حتى نهاية فترات هذه الكفالات. وحسب الاتفاق السابق بين جي أم وبنسكي، كانت الشركة الأخيرة قد اتفقت على مواصلة إنتاج السيارة الأمريكية بثلاثة موديلات معروفة وهي سيارة أورا للركاب الصغيرة وسيارة آوت لوك الأكبر قليلا والشاحنة الصغيرة السبور فيو. وكان في الاتفاق أيضا أن بنسكي لن تقوم بتصنيع موديلين من هذه السيارة وهما أسترا وسكاي. وتبعا لذلك الاتفاق، كانت جي أم قد أعلنت أنها ستتوقف عن إنتاج أي من سيارات ساترن بنهاية هذا العام، أي خلال الأشهر القليلة المقبلة. وكانت مبيعات الشركة من هذه السيارة قد سجلت انخفاضا بلغ 58 بالمائة في شهري أغسطس وسبتمبر المنصرمين – حتى قبل الإعلان عن انهيار الاتفاق مع بنسكي. يذكر أن جي أم قد باعت عددا من موديلات سياراتها الأخرى على مدى العام بسبب أزمتها المالية. فقد باعت أغلبية أسهمها في النموذج الأوروبي من سيارتها أوبل لشركة روسية وباعت سيارة ساب لشركة سويدية ووقعت اتفاقا مع شركة صينية لبيع مصانعها المختصة بتصنيع شاحنة الهامر ذات الشعبية في بعض البلدان الأجنبية.