اسمحوا لي في البداية أن أتمنى لكم عيداً سعيد - وكل سنة وأنتم بخير. آمل أن تكونوا قد قضيتم وأسركم رمضانَ مباركاً، أينما كنتم سواء داخل المملكة أو خارجها، وانكم احتفلتم بالعيد معاً. لقد عملت في العالم العربي معظم فترات حياتي، لذا فإنني أعلم مدى خصوصية الاحتفالات بالعيد. وانه لامتياز كبير لي بأن أكون في المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام والبلد الذي يتولى خادم الحرمين الشريفين حمايته ورعايته. واسمحوا لي أن أواصل تهنئتكم فأرسل لكم أطيب تمنياتي بمناسبة اليوم الوطني السعودي. لقد كان الأسبوع الماضي فرصة للاحتفال بإنجازاتكم كأمة يحق لها أن تفتخر. إنني أرى تطوراً سريعاً في جميع أنحاء المملكة وفي كافة المجالات. فقد أتيحت الفرص والخدمات على نطاق واسع لتشمل جميع المواطنين السعوديين بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. ويتجلى ذلك بوضوح في مجال التعليم أكثر من غيره. فقد شهدنا في الأسبوع المنصرم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وانني على ثقة بأن افتتاح الجامعة هو أحد أهم الأحداث التي جرت في المملكة العربية السعودية على مدى عشر سنوات، وانها سوف تفتح الباب أمام حقبة جديدة من التعليم والبحث. من المهم أن تركز الجامعة على العلوم والتقنية. وبإمكان المملكة العربية السعودية ان تقود العالم في هذه المجالات، كما أنها ستوفر فرصاً للشباب السعودي لتطوير الاقتصاد عبر مجالات جديدة ومثيرة. وإنني أعلم التزام خادم الحرمين الشخصي بهذا المشروع. وأن نجاحه يعد دليلاً على بعد نظره بمستقبل المملكة العربية السعودية. على الصعيد العام، تلعب المملكة العربية السعودية دوراً على السحة العالمية. وقد التقى رؤساء العالم الأسبوع الماضي في بيتسبرغ لحضور اجتماع مجموعة الدول 20 وبلا ريب، فإن المملكة العربية السعودية ذات صوت مسموع فيما يعتبر الآن أهم منتدى في العالم. لقد تجنبت المملكة العربية السعودية أسوأ آثار الأزمة الاقتصادية العالمية. وفي الوقت الذي نجتمع فيه معاً لنعمل على إعادة بناء الاقتصاد العالمي، نريد أن تكون المملكة العربية السعودية في طليعة الاستراتيجية العالمية لبناء الاقتصاد العالمي. ولا تزال المملكة العربية السعودية تؤدي دورها الهام في العالمين العربي والإسلامي. وبينما تتسارع وتيرة الجهود المبذولة من قبل الرئيس أوباما لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، آمل ان تكون المملكة العربية السعودية طموحة وجريئة. إننا جميعاً نعلم احباطات الماضي، ومن المفهوم أن نكون متشككين، إلا أننا مدينون لجميع الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في هذا الصراع الرهيب بأن نكون مخلصين في السعي لتحقيق السلام. وتلعب المملكة العربية السعودية كذلك دوراً هاماً في كل من اليمن والعراق وأفغانستان. وها أنتم قد احتفلتم باليوم الوطني السعودي ولديكم الكثير لتفتخروا به. ويسرني أن أقول بأن العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة. فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير اندرو في جدة لحضور افتتاح جامعة الملك عبدالله. إن الصلات القائمة بين مملكتينا تبدأ من الصداقة بين خادم الحرمين الشريفين وصاحبة الجلالة، الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة، وتستمر وصولاً إلى وجود 15.000 طالب سعودي في المملكة المتحدة، وإلى 30.000 حاج بريطاني اتموا مناسك العمرة في شهر رمضان، وإلى شراكات تجارية بلغت قيمتها 3 بلايين جنيه استرليني في السنة. إن العلاقات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تنمو لتصبح أوثق من عام لآخر. إنها علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مما سيمكنها من الاستمرار إلى أمد طويل. * السفير البريطاني