يشهد ميدان تيان أنمن في بكين اليوم الخميس الأول من أكتوبر أكبر عرض عسكري في العالم بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية يحضره كبار قادة الصين والحزب الشيوعي وضيوف أجانب وسفراء الدول الأجنبية المعتمدة في بكين. ومنذ مساء يوم أمس الأربعاء أقامت السلطات الصينية حظر التجول في وسط العاصمة وعلى الطرقات المؤدية الى ميدان تيان أنمن الميدان الذي يحتضن جثمان مؤسس الصين الجديدة ماتسوتنغ ، وبدأت الطائرات الحربية في التحليق والمعدات العسكرية في الاستعداد للعرض العسكري الضخم صباح اليوم الخميس. فبخطى حثيثة ومدروسة للاعتماد على نفسها في كافة المجالات والنهوض من الفقر والظلام إلى الاكتفاء والتصدير تتقدم الصين خطوة فخطوة في الاعتماد على نفسها في الصناعة والابتكار والزراعة وبسواعد أبنائها من الفلاحين والصناعيين والمثقفين استطاعت الصين ان تبني نفسها وان تتقدم لتصبح محط إعجاب الكثيرين فمن دولة فقيرة تعيش على المعونات وعلى ما تنتجه أرضها الى دولة صناعية ومستهلكة ومانحة. ويزداد عدد ابنائها الشباب الذين يؤسسون مشاريع بأنفسهم تدريجيا، ولم تعد قدرة الصين على الابتكار موجودة في الحكومة والمعاهد الأكاديمية فحسب بل في كل المؤسسات الصينية حتى لدى عشرات الآلاف من الناس العاديين حتى أصبحت تتفوق على العديد من دول العالم في تسجيل براءات الاختراع. ميدان تيان أنمن ففي غضون ستين عاماً وعقب الثورة الثقافية التي قادها ماوتسوتنغ واصلت الصين تطورها وتقدمها بسرعة هائلة وسبقت الزمن في خططها التي وضعتها للتطوير والتقدم نحو العالمية وما وصلت اليه الآن الصين كان من المفترض بحسب خطتها أن تصل اليه في عام 2015 أي بعد ست سنوات من الآن. ففي المجال السياسي كسبت الصين تأييد الجميع في قضاياها وأصبحت دولة مسالمة تساهم في الامن والسلم العالميين وأصبحت عضواً دائماً في مجلس الامن وعضوا في العديد من المنظمات الدولية وظلت الصين تحافظ على روابطها السياسية مع جميع الدول وتتمتع بعلاقات دولية قوية ومصالح كبيرة مع كثير من الدول وبصفتها عضوا دائما في مجلس الامن تلعب دورا قياديا في قضايا السلام والأمن العالميين وغيرها من القضايا الرئيسية. وفي المجال الاقتصادي استطاعت الصين ان تفرض نفسها في المسرح الاقتصادي وان تغزو العالم بمنتجاتها وان تصبح محط أنظار استثمارات رجال الأعمال والحكومات واستقطبت العديد من المصانع والشركات العالمية كمصانع التكنولوجيا، وأصبحت صاحبة أكبر نمو اقتصادي في العالم وصاحبة أكبر احتياطي نقدي وثاني أكبر مستهلك للنفط.وعلى المسرح الثقافي غزت الصين المجتمعات الأخرى واستطاعت ان تستقطب عددا كبيرا من الراغبين في تعلم لغتها وثقافتها وأنشأت معاهد كنفوشيوس في العديد من عواصم العالم لتعليم ثقافتها ولغتها ، وأنشأت معاهد للبحوث والدراسات وليس هذا فحسب بل اتجهت نحو مجتمع المعلوماتية والتكنولوجيا حتى بات الصينيون من الشعوب المهتمة بالتقنية وإنتاجها واستخدامها.