أكدت مصادر عسكرية ومحلية يمنية امس ان 29 متمردا حوثيا قتلوا في معارك طاحنة دارت الاثنين في شمال البلاد بينهم اربعة "قياديين" في التمرد، فيما سجل ارتفاع للتوتر في الجنوب حيث دارت مواجهات بين قوى الامن وناشطين جنوبيين. وظهر تناغم كلامي بين مناوئي نظام صنعاء في شمال اليمن وجنوبه، مع تأكيد نائب رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض تعاطفه مع المتمردين الحوثيين من جهة واعلان قيادة التمرد في شمال البلاد الافراج عن الجنود الجنوبيين الاسرى لديها من جهة اخرى. وفي هذه الاثناء، احيل 44 متمردا حوثيا للمحاكمة من اصل 127 حوثيا القي القبض عليهم. وذكر مصدر عسكري لوكالة الانباء اليمنية ان "اربعة من قيادات عناصر الارهاب والتمرد لقوا مصرعهم واصيب اثنان آخران" في مواجهات في محافظة صعدة، معقل المتمردين الزيديين. واضاف المصدر ان خمسة متمردين آخرين لقوا حتفهم عندما حاولت مجموعة من الحوثيين التسلل الى موقع "الكمب" للقوات اليمنية. إلى ذلك، نقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها ان عشرين متمردا قتلوا "بعد مواجهات مع قوات الجيش خلال تطهير المنطقة التي تقع فيها محطة جرمان والمنازل المجاورة لها" في صعدة. من جانبه، اكد مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه الرئيس اليمني ان الحكومة لن توقف اطلاق النار قبل التزام المتمردين بشروطها التي حددتها والتي تشمل خصوصا وقف المتمردين القتال وانهاء تمترسهم في الجبال وتسليم السلاح والافراج عن اسراهم المدنيين والعسكريين. وقال المجلس في بيان نقلته وكالة الانباء اليمنية "لا خيار امام تلك العناصر سوى الاستجابة لما جاء في مبادرة الحكومة من نقاط لايقاف العمليات العسكرية حقنا للدماء وتحقيقا للسلام". وفي مدينة زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية، اصيبت امرأة بجروح في مواجهات وقعت الاثنين بين قوى الامن ومسلحين فيما سجلت عودة للتوتر بين السلطات والناشطين الجنوبيين، وذلك حسبما افاد مصدر مسؤول امس. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن المصدر انه "اثناء نزول قوة أمنية لاداء مهامها" في زنجبار عاصمة محافظة ابين، "تعرضت لاطلاق وابل من النيران من قبل بعض تلك العناصر الاجرامية المطلوبة" في اشارة الى الناشطين الجنوبيين، وقد ردت قوة الامن على هذه النيران. وافاد المصدر ان "ذلك ادى الى اصابة امرأة من قبل تلك العناصر كما قامت الاجهزة الامنية بالقاء القبض على عدد من أفراد تلك العناصر الاجرامية"، مشيراً الى ان عدد اعضاء المجموعة يصل الى ثلاثين شخصاً. وينشط في محافظة ابين مؤيدون للاسلامي طارق الفضلي الذي تطالب السلطات بإلقاء القبض عليه والذي انضم الى "الحراك الجنوبي"، وهو الاسم الذي يطلق على حركة التحركات الاحتجاجية في جنوب اليمن. وظهر تناغم في المواقف بين قيادة التمرد الحوثي وعلي سالم البيض الذي يعد من ابرز قادة الحراك الجنوبي ويعيش في المنفى. وقال البيض في تصريحات لصحيفة "الاخبار" اللبنانية نشرت امس "نحن لا نخفي تعاطفنا ووقوفنا إلى جانب ضحايا نظام صنعاء من حوثيين وغير حوثيين. الحرب على صعدة هي عدوان من جانب السلطة مع سبق الاصرار وهي ورقة من أوراق علي عبدالله صالح التي من خلالها يحاول ابتزاز الداخل والخارج". من جانبه، اكد قائد التمرد الزيدي عبدالملك الحوثي في بيان نشر على موقع "المنبر" الذي ينقل اخبار المتمردين، انه وجه "بالافراج عن الاسرى العسكريين الجنوبيين".