يحمل اليوم الوطني السعودي هذا العام معاني متميزة، فهو وإن كانت له دلالات تاريخية يفخر بها هذا الوطن، وسطرتها حضارته، إلا أنه يتزامن مع افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، معلنة دخول المملكة بوابة الحضارة الإنسانية ليس بالخطب والشعارات وإنما بحمل لواء العلم والتطور. هذا اليوم المبارك الذي يحتفل به كل مواطن صالح محب لوطنه، ويحمل في نفسه الولاء الحقيقي للدين، ثم الولاء للوطن الوحيد الذي يحكَّم شرع الله، الوطن الوحيد الذي على أرضه أطهر بقعة على وجه الأرض، الوطن الوحيد الذي وضع هيئة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، الوطن الوحيد الذي يعتمد التاريخ بهجرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، الوطن الذي يتشرف بحمل لواء الدين، الوطن الذي يعجر اللسان عن ذكر وتعداد محاسنه ومميزاته. ونحن في هذا اليوم الوطني نفخر بهذه المزايا التي من الله بها علينا، وأكمل نعمه واستجاب لدعوة أبينا إبراهيم عليه السلام فرزقنا بالأمن والأمان، وأظهر لنا كنوز الأرض من باطنها، وولى علينا قيادة رشيدة قادت وطننا في ظل عواصف اجتاحت العالم إلى بر الأمان ، فمنذ أن أسسه الإمام محمد بن سعود طيب الله ثراه، والحكمة خلف كل خطوة من خطوات هذه القيادة المباركة. هذا اليوم لا نحتفل فيه بإعلان وطننا مملكة سعودية عربية فقط، وإنما نحتفل بثلاث دول هي الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، يوم نمجد فيه الله ونحمده على ما أنعم الله به علينا من قيادة رشيدة، ونعم وفيرة، نحتفل بوالد الجميع الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي قدم لنا الكثير لننعم بالأمن والأمان، نحتفل بملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقود وطننا نحو التطور والرفعة والسمو، وحقق في سنوات قليلة ما عجزت دول عن تحقيقه في عقود، ونحتفل بأخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على عظيم إنجازاتهما لخدمة الوطن والمواطن، ونحتفل أيضاً بوطن قدم لنا كل شيء، وبقي علينا أن نقدم له مشاعر الحب والمحبة في هذا اليوم المشهود. *وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات