في الوقت الذي أصيب العالم خلال الأشهر الأربعة الماضية برعب إنفلونزا الخنازير التي أودت بحياة الكثير من البشر خلال فترة وجيزة، وسباق شركات الأدوية لإجراء التجارب من أجل اكتشاف مضاد يقضي على هذا المرض قبل ان تعلن تمكنها من اكتشاف اللقاح فإن إنفلونزا تراجع الكرة السعودية لم يكن وليد اللحظة، ومع هذا لم يستطع الاتحاد السعودي حتى الآن أن يتمكن من تصنيع لقاح يعيد للكرة "الخضراء" هيبتها ومنافستها على البطولات، والمسكن الوحيد الذي لم يزل دون أن يؤدي الى نتيجة شافية هو تشكيل اللجان تلو الأخرى حتى فقد المشجع ثقته بتعديل الوضع، خصوصا في ظل تقدم الكثير من الدول المجاورة، وإعلان هيمنها على "الأخضر" الذي كانت فيما مضى تحلم بالتعادل معه. فهل يا ترى تتغير النظرة التشاؤمية التي سيطرت على الكثير من عشاق الرياضة السعودية ويعلن اتحاد الكرة عن توفر لقاح جديد يكون مفعوله ذا جدوى لإنهاء مسلسل الإخفاقات التي طالت في الآونة الأخيرة ليس المنتخب الاول، بل الفئات السنية والألعاب المختلفة التي لم تسجل أي نجاحات تذكر، أم أن نتائج تشكيل اللجان وتوصياتها كالعادة مصيرها الحفظ وتسجيل القضية ضد مجهول، ما لم يكن الجهازان الفني والإداري كبش الفداء والشماعة التي تعلق عليها الأخطاء بعد كل إخفاق؟!. وكل الخوف أن تأتي تصفيات مونديال 2014 ونحن غارقون في الاختلاف حول من يتحمل المسؤولية في تراجع الكرة السعودية، اتحاد الكرة أم المدرب أم اللاعبون أم الأجهزة الإدارية والفنية أم الإعلام؟، ومن اللاعب الأجدر بحمل شارة القيادة في المنتخب؟، ومن النادي صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر والفريق الأكثر بطولات وانتصاراً على منافسه؟. أيضا كل الخوف أن تمضي فترة طويلة ونحن غارقون في مشاكل التحكيم وقضايا الاحتراف وعدم التقيد باللوائح والاستمرار في الأزمات المالية والإدارية في الأندية وغياب القرارات الصارمة التي لاتتدخل فيها الأهواء والمجاملات ؟. نعم ربما تمضي فترة طويلة دون أن نحصل على اللقاح الناجع الذي يخلص كرتنامن أسباب إخفاقاتها وتراجعها خطوات الى الوراء والسبب ان من كان وراء الاخافق لا يريد ان يتحمل المسؤولية! عقب مونديال 1998 تم الإعلان عن خطوات تصحيح مقبلة بعد تسليم البرازيلي كارلوس البرتو ورقة الاقالة، وبعد مونديال (الثمانية الشهيرة) 2002 وقصة تشابك محمد نور ومحمد الخوجلي التي تفاعل معها الشارع الرياضي لينسى بعض الشيء مرارة الاخفاق تم تشكيل اللجان وحل الجهاز الفني والإداري، وقيل أن النتائج ستظهر قبل كأس العالم 2006، ومع نهاية مونديال المانيا تم التأكيد على دراسة الأخطاء وتلافيها ومشاهدة منتخب قوي لايعرف الانكسارات قبل ان تظهر للسطح قضية محمد نور الشهيرة وتنسي المجتمع الرياضي كل شيء، ومع نهاية تصفيات مونديال 2010 تم الإعلان عن تشكيل لجنة لدراسة الوضع ومعرفة الأسباب التي أدت الى انتكاسة جميع المنتخبات السعودية، ومن تاريخ الإعلان ذلك وحتى تصفيات المونديال المقبل ننتظر هل سيغير الوضع أم أن السيناريو سيتكرر وتصبح النتيجة دون نتيجة واللجان جاهزة للتشكيل!.