تأتي ذكرى يومنا الوطني كل عام إضاءة فريدة في سجل أمجاد المملكة وازدهارها، فالذكرى حديث عن تاريخ شعب وأمة، سجلاته ناصعة البياض وصفحاته متلألئة بالمنجزات والمعطيات. إنه اليوم الذي استعادت فيه الجزيرة العربية كيانها، ووضعت اللبنات الأساسية لحضارتها، واستردت مكانتها على يد القائد الملهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. يوم أن وحد أجزاءها، وجمع شتاتها. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مسيرة الخير والنماء في هذه الدولة المباركة بعد أن تم إرساء قواعد انطلاقها على أسس إسلامية راسخة جعلت من القرآن الكريم دستوراً ومن تطبيق الإسلام عقيدة وشريعة. لقد أسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الدولة على أسس حديثة وبنى لها الدعائم والأسس ثم بدأ مشوار التنمية، وتواصلت خطط التنمية من بعده - رحمه الله - وشهدت البلاد عاماً بعد عام تطوراً هائلاً، ونهضة شاملة تحت قيادة أبنائه البررة رحمهم الله جميعاً، حتى كان هذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - الذي قاد البلاد إلى نهضة تنموية شاملة، تأكدت فيها مكانة المملكة الدولية، وأسهمت في صياغة القرارات العالمية، وانطلقت في خدمة قضايا الحق والعدل والسلام، ونصرة قضايا المسلمين في كافة المحافل الدولية. ولقد كان للحرس الوطني دوره العسكري والحضاري، عسكري في حماية الوطن ومقدساته ومكتسباته، وحضاري في تنمية أبنائه وموارده كل ذلك لدعم أمن الوطن واستقراره ودعم مسيرة البناء والحضارة على أرضه، ولا شك أن المواطن والمقيم وحتى الزائر قد لمس التطور الذي شمل الحرس الوطني في كافة قطاعاته.. والحرس الوطني ليس جهازاً عسكرياً فحسب، بل هو جهاز تنمية وحضارة، هدفه الأساس تنمية الفرد السعودي وجعله مسايراً للأحداث العالمية، والتطورات في كافة المجالات لتتوالى مراحل العطاء والتطوّر. لقد واكب الحرس الوطني بوعي كامل وإدراك تام تطور الجيوش في العالم المتقدم واستفاد من خبراتها وتجاربها وخاض غمار التنمية في كل مجالاتها بنجاح، كل ذلك في إطار من المحافظة على المبادئ والقيم والمثل التي تسير عليها بلادنا الغالية. ومازال عطاء خير هذا الوطن يتوالى في عهد خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية - عطاء يصنع التاريخ... ويشمل أبناء الوطن وأبناء الأمة العربية والإسلامية ويؤكد صلابة البناء.. مثلما يؤكد خصوصيتنا السعودية في التعاضد والتآخي، وبفضل الله انطلقت بلادنا ترسم معالم المستقبل وتنشئ أجيالاً تدرك مسؤولياتها، وتنشئ صروحاً للعلم والخير والرفاه. * مدير شعبة الإعلام - الحرس الوطني