انتقد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس مجلس الامن الدولي في خطاب تجاوز الزمن المسموح امام الجمعية العامة للامم المتحدة وطالب بدفع 7,77 ترليون دولار كتعويضات لافريقيا على استعمارها كما دعا الى ان يكون باراك اوباما رئيسا مدى الحياة للولايات المتحدة. وفي كلمته الاولى امام الجمعية بعد 40 عاماً على توليه السلطة، استغرق الأمر بالقذافي اكثر من خمس دقائق قبل أن يصل الى المنصة. وتجاوز خطابه الساعة مع ان رئيس الجمعية علي التريكي وهو للمفارقة وزير ليبي سابق طلب من الجميع في بداية الجلسة الاكتفاء بربع الساعة. ولا بد من الاشارة الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي القى كلمته قبل القذافي، تجاوز هو الآخر الزمن المسموح وتكلم لمدة اربعين دقيقة. وحمل القذافي بشكل خاص على هيمنة الدول الخمس الدائمة العضوية (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) على مجلس الامن الدولي وحق النقض الذي تتمتع به. وقال رافعا الكتيب الازرق الذي يضم ميثاق الاممالمتحدة، ان "الفيتو والمقاعد الدائمة ضد ميثاق الاممالمتحدة". واضاف ان "الدول التي تكونت منها الاممالمتحدة شكلت مجلس الامن واعطت لنفسها مقاعد دائمة والفيتو في غياب 165 دولة موجودة الآن في الاممالمتحدة". كما وجه انتقادات الى القوى العظمى متهماً اياها بالوقوف وراء العديد من النزاعات منذ العام 1945 لتحقيق مصالحها الخاصة. وقال القذافي انه يتحدث باسم 1000 مملكة افريقية وطالب بتعويضات من الغرب على استعمار القارة السوداء حددها بمبلغ 7770 مليار دولار (7 ترليون و770 مليار دولار). وقال ان هذا المبلغ هو التعويض الذي يستحقه الافارقة من الدول التي استعمرها، مضيفا ان الافارقة سيطالبون بذلك واذا لم يحصلوا على المبلغ المطلوب فسيتوجهون الى المكان الذي توجد فيه هذه الترليونات، مؤكدا ان لهم الحق في استعادة اموالهم. ورحب القذافي بخطاب اوباما امام الجمعية العامة والذي تعهد فيه الرئيس الاميركي بالعمل المشترك مع المجتمع الدولي بعد ان كانت علاقات سلفه جورج بوش متوترة في معظم الاحيان مع دول العالم. وقال القذافي ان خطاب اوباما كان مختلفا عن خطاب اي رئيس اميركي اخر معتبرا انه بداية التغيير. ومن ناحية اخرى دافع القذافي عن حركة طالبان المتشددة في افغانستان وتساءل "لماذا نحن ضد طالبان؟ لماذا نحن ضد افغانستان". واضاف انه اذا ارادت طالبان اقامة دولة دينية فلا بأس في ذلك مثل الفاتيكان، متسائلا "هل الفاتيكان تمثل خطرا علينا؟ لا" وفي موضوع آخر أكد القذافي ان "العرب ليس عندهم عدواة مع اليهود فهم أبناء عمومتهم ، ويعيشون هم واياهم في سلام" . وشكر القذافي الولاياتالمتحدة التي أعادت ليبيا العلاقات معها العام الماضي، على استضافتها الاممالمتحدة. الا انه قال انه حان الوقت لكي تنقل المنظمة الدولية الى الجزء الشرقي من الكرة الارضية. وقال "مطروح على الجمعية العامة التصويت على نقل مقر الاممالمتحدة من عدمه لوسط الكرة الارضية حيث مرشحة سرت وفيينا، او لشرقها في دلهي عاصمة الهند او بيجين عاصمة الصين".