جامعة عفّت هي أولى الجامعات الأهلية النسائية غير الربحية في المملكة العربية السعودية، تعمل تحت مظلة مؤسسة الملك فيصل الخيرية. انطلقت من خلفية عريقة أنشأتها صاحبة السمُوّ الملكي الأميرة عفّت الثنيان آل سعود حرم جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – طيّب الله ثراهما – عام 1419ه /1999م، وباشرت نشاطها في العام الدراسي 1420ه/1421 1999/2000م باسم كلية عفّت الأهلية للبنات بجدة؛ لتتمحور رسالتها حول تزويد الطالبات بأساس تعليمي راسخ ضمن إطار المفاهيم الإسلامية الثابتة وتقاليد المجتمع العريقة، ملتزمة بريادة التميز الأكاديمي والتطوير المهني، ساعية إلى توفيره داخل الوطن لتصبح بذلك مركزًا لتفوق قائدات الغد في طلبهنّ للريادة والتطوير الشخصي. وتماشيًا مع ذلك طرحت كلية عفّت ضمن برامجها الدراسية تخصصات علمية مطلوبة في سوق العمل النسائي السعودي تُقدّم باللغة الإنجليزية، مبتدئة بقسمي؛ رياض الأطفال وعلوم الحاسب، ثم توالت جهود القائمين عليها بإضافة ثلاثة برامج في العام الدراسي1421/1422ه _ 2000/2001م تتمثل؛ في نظم المعلومات، وعلم نفس تربوي،و اللغة الإنجليزية والترجمة. وفي عام 1423ه/ 2002م انضمت كلية عفّت إلى جامعة الفيصل الأهلية لتكون إحدى كلياتها الثلاث؛ كلية عفت الأهلية للبنات في جدة، وكلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها، وكلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في جدة. وفي العام الدراسي 1426/1427ه 2005/2006م استحدثت ثلاثة برامج جديدة وهي: إدارة الأعمال، ولأول مرة في تاريخ تعليم المرأة السعودية تفتتح الكلية حقلاً جديدًا من حقول العلم المتميّزة في المملكة العربية السعودية، بطرح برنامجي العمارة والهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات. وبتاريخ25/10/1426ه 27/11/2005م نص القرار الصادر على انفصال كلية عفّت عن جامعة الفيصل وبموجب هذا القرار تكون “ كلية عفّت” مؤسسة تعليمية مستقلة، تعمل تحت مظلة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ومنفصلة تمامًا عن منظومة جامعة الفيصل، وذلك ضمن الإجراءات اللازمة لتحويلها إلى جامعة. ومنذ ذلك الحين توالت الجهود والتطورات حتى حصلت كلية عفّت بموجب القرار الوزاري بتاريخ 23/7/ 1429ه/27/7/ 2008م على الاعتراف بكلياتها الثلاث (كلية عفّت الأهلية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية عفّت الأهلية للهندسة، وكلية عفّت الأهلية للأعمال) التي يندرج تحتها ثمانية برامج علمية بتخصصات متنوعة موافقة لخطط التنمية المحلية والعالمية المستقبلية. وبهذه الجهود الحثيثة والتطورات المتواصلة ومع افتتاح الكليات والعمادات المستقلة ومعهد عفّت للبحوث والاستشارات ومراكز خدمة المجتمع وما تحقق خلالها من نجاحات أكاديمية وتربوية واجتماعية، عوامل عديدة متكاملة عملت جميعها على دعم قرار الحصول على المكانة الجامعية بصدور المرسوم الملكي رقم 963/ م ب وبتاريخ 3/2/1430ه/ 30/1/2009م المبني على قرار مجلس التعليم العالي رقم 11في جلسته51 بالموافقة على تأسيس جامعة عفّت الأهلية للبنات لتشمل الكليات والأقسام التالية: - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: (قسم دراسات الطفولة المبكرة، وقسم اللغة الإنجليزية والترجمة، وقسم علم النفس). كلية الهندسة: (قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات، و قسم الحاسب الآلي، و قسم نظم المعلومات، و قسم العمارة). كلية الأعمال: ( قسم المالية والمحاسبة، و قسم التسويق، و قسم إدارة الموارد البشرية، و قسم إدارة العمليات والمعلومات، و قسم الريادة في الأعمال). هذا وقد أُوليت الدراسات العليا عناية خاصة من القائمين على الجامعة وخُصّت باهتمام بالغ؛ فمن خلال قسم برامج التعليم المستمر طرحت الجامعة دبلومات اللغة الفرنسية وحضارتها بالتعاون مع جامعة السوربون بفرنسا والقنصلية الفرنسية بجدة، كما تمّ افتتاح درجة الماجستير عام 1430ه/ 2009م في إدارة الأعمال بالتعاون مع مدرسة الأعمال بأسبانيا، والماجستير التنفيذي للإدارة المالية الإسلامية بالتعاون مع كلية روتردام للإدارة في جامعة إراسموس والمعهد العالي للأعمال في بيروت. إضافة إلى ما تحتضنه الجامعة من مراكز وأكاديميات وأقسام تُقدّم التعليم والتأهيل مدى الحياة خدمةً لطالباتها والمجتمع مثل؛ برامج قسم التعليم المستمر، ومراكز الدعم والمساندة الأكاديمية، ومركز التفوق في التعليم والتعلّم، ومركز الإرشاد التربوي، ووحدة توكيد الجودة، وأكاديمية عفّت للغة الإنجليزية، والأكاديميات التقنية كإقليميات سيسكو وأخيرًا ما أطلقته شركة مايكروسوفت بالاشتراك مع جامعة عفت أول أكاديمية لمايكروسوفت بجدة في 26 أبريل 2008م والتي تعتبر الأولى من نوعها بالشرق الأوسط، كما كان للجامعة مشاركاتها العديدة مع المؤسسات والمنظمات العالمية والمحلية كمشاركتها لمنتدى جدة الاقتصادي ولمجلس الكليّات المستقلة لكونها أول مؤسسة تعليميّة إسلامية تنضم إلى المجلس العالمي للكلّيّات المستقلة (سي آي سي)، بالإضافة إلى مساهماتها السنوية المستمرة؛ كندوة التعلُّم والتقنية، ويوم المهنة، وملتقى العلوم والهندسة، ومعرض الجامعات العالمي. علاوة على ما حققته من ارتباطات أكاديمية مع أرقى الجامعات المحلية والدولية وما عقدته من شراكات هامة مع مؤسسات عالمية رائدة، دعمًا للتفوق العلمي والمهني والاجتماعي الذي ظهر نتاجه عندما حصلت الجامعة من خلاله على إنجاز كبير تكلل بعلاقتها الوطيدة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي احتضنت ثلة من طالبات جامعة عفّت المتفوقات في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات، وقسمي علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات عبر منحها الدراسية لسنتين متواليتين للعامين الدراسيين 2007/2008 و2008/2009م، وتفعيلاً لها الارتباط العظيم بين الجامعتين تفخر جامعة عفت أن تكون شريكًا منظمًا في فعاليات حفل افتتاح هذا الصرح الجامعي المشرق والمبشر بغد أفضل بمشيئة الله تعالى. وبعد.. فهذه لمحة سريعة عن حياة جامعة عفت بما حققته من إنجازات في مرحلتها السابقة، وهي لا تزال تتطلع وترنو في مرحلتها الجديدة إلى غدٍ أكثر إبداعًا تستطيع فيه أن تزهو أكثر بمنجزات لها شأن كبير في دروب العلم وخدمة البشرية.