الشباب السعودي المتميز يعرف أن العمل الشريف يقود دائما إلى النجاح، هؤلاء الشباب كثيرون ولله الحمد في وطننا الكبير، وطن الحب والخير والعطاء، في كل مكان في بلادنا تجد العديد من الشباب الذين تجاوزوا الظروف الصعبة من بطالة أو فقر، وحققوا بقدراتهم وإمكاناتهم النجاحات المختلفة، حتى باتوا أنفسهم يوظفون غيرهم للعمل معهم، في صور مشرقة ومشرفة. وبينما نستذكر اليوم الوطني لهذه البلاد الغالية، فإنه كلما تقدمنا وقفزنا خطوات نحو الأمام زاد شعورنا أكثر بأهمية الاحتفاء به وبالرجال الذين صنعوه والذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس، في هذا اليوم نحاول أن نقترب أكثر من شبابنا العامل بجد وإخلاص في مختلف المهن اليدوية.. تقنية الحاسب بداية كانت ل"الرياض" زيارة لمحل متخصص في صيانة وبيع أجهزة الكمبيوتر يديره مجموعة من الأشقاء من أسرة التيسان، زياد وعبدالرحمن ومعاذ وسامي، ومع صغر سن سامي، إلا أنه يجيد تقنية المعلومات وهندسة الكمبيوتر بصورة لافتة مثل بقية إخوته، ويتعامل مع أسرار الحاسوب بحميمية. وقال سامي أن فكرة ورشة أو محل التيسان بدأت من شقيقه زياد، الذي يجيد فنون وتقنية الحاسوب، وعلى بركة الله باشروا العمل في المحل قبل خمس سنوات، وحققوا حتى اليوم نجاحات لابأس بها، ويتمنون بمشيئة الله أن يحققوا أحلامهم بالتوسع والانتشار، وعملهم يتم بالتناوب في المحل الذي تتوفر فيه مختلف أنواع قطع غيار الحاسوب، وبعض الأجهزة والإكسسوارات وكل ماله علاقة بالكمبيوتر ومعداته وأجهزته، وبمناسبة اليوم الوطني يقدم الشاب سامي تهانيه للوطن وللشعب السعودي، داعيا الله أن يحقق الأمن والأمان لوطن الخير. المزارع المنتجة وفي محل كبير في مدينة المبرز بشارع عين الحارة، التقينا بالشاب محمد محمد الغريب، والذي يدير مع أشقاؤه المحل المتخصص في بيع الحوم، ومصدر لحومهم من نتاج تربيتهم للأغنام، حيث لديهم حوشا كبيرا تتم فيه تربية الماشية، وهي تباع يوميا طازجة ومتميزة، وتقدم اللحوم حسب طلب الزبائن، ويوجد بالمحل ثلاجات تتوفر فيها مختلف أنواع الدجاج الوطني، والحق أن محلهم يحظى بإقبال كبير لتميز نوعية اللحوم المعروضة، وبدأ مشروعهم لبيع اللحوم الطازجة منذ عام 96م وهم يشعرون بفخر واعتزاز بنجاحهم وإقبال الزبائن على ما يعرضونه من أنواع اللحوم، ويضيف الشاب محمد بان فرص النجاح بالمملكة لاحدود لها لمن لديه العزيمة، والعمل الجاد يقود دائما للنجاح، وبمناسبة اليوم الوطني يقدم تهانيه وتهاني إخوته للقيادة الحكيمة ولقراء "الرياض" الأعزاء. حيوية ورغبة عبدالله القطيفي من مدينة المبرز نموذج ثالث من الشباب الواعي الذي تجاوز "ثقافة العيب"، ويدير القطيفي مكتبا لخدمات الضيافة، ويعمل لديه فريق متكامل من الشباب اليافعين، الذين يقدمون باعتزاز مختلف خدمات الضيافة التي قد يحتاجها البعض في مناسباتهم الاجتماعية أو الشخصية، والمكتب أو ركن الضيافة لديه جاهزية كبرى في خدمة الوطن، وعرض علينا الشاب عبدالله مجموعة من الصور التي توثق بوضوح مسيرة عملهم خلال السنوات الماضية، التي تجسد نجاحاتهم المختلفة في خدمة المجتمع بصورة راقية وبمستوى مشرف، سعدت وأنا أتحدث معه لما يتسم به من حيوية ورغبة كبيرة للعمل والفعل ليحقق ذاته وأهداف مؤسسته الصغيرة، التي بدأت تثمر بنجاح، وبالتالي بات يحصد مازرعه قبل خمسة سنوات، وبمناسبة اليوم الوطني يقدم الشاب احمد تهانيه الحارة للوطن في يومه المجيد. الشعور بالسعادة حسين ابوزيد نموذج مشرف رابع لشاب يدير العمل بنجاح، ويعمل ابوزيد بمحل متخصص في بيع الجوالات يملكه صاحبه عبدرب الرسول الرمضان، ويقول بثقة انه يشعر باعتزاز لعمله في هذا المجال، نظرا لأنه منافس للعديد من المحلات التي يبيع فيها الإخوة الأجانب، ويضيف مبتسما انه يقوم ومن خلال خبرته بإصلاح وبرمجة الجوالات أو استبدال بعض ما تحتاج إليه من قطع غيار، وعمله في المحل يشعره بالسعادة، لأنه عمل يختلف كل يوم، يتيح له معرفة أسرار جديدة في عالم الجوالات وتقنيتها المختلفة، وبمناسبة اليوم الوطني يقدم أبو زيد تهانيه للوطن. 19 ساعة يوميا لم تمنع الشهادة الجامعية في تخصص اللغة العربية إبراهيم محمد السماعيل من العمل لمدة 19 ساعة يومياً رغبة في الاعتماد على نفسه لبناء مستقبله، وبابتسامة مشرقة مفعمة بالطموح والأمل يجلس الشاب إبراهيم خلف طاولة "الكاشير" في أحد مخابز مدينة المبرز ليمضي عشر ساعات من العمل الشريف، وما أن ينتهي من دوامه حتى ينتقل إلى مطعم ملاصق لعمله الأول، ليبدأ رحلة ثانية في بناء نفسه عبر العمل في مطعم ليعمل لمدة 9 ساعات. وعن تجربته، يقول إبراهيم إنه يشعر بسعادة غامرة وهو يأكل من عرق جبينه من دون طلب المساعدة من أحد، مؤكدا أنه رغم كونه خريج جامعي، إلا أنه لا يرى حرجاً في خدمة زبائن المطعم الذي يعمل فيه، وفي هذا دعا أقرانه من الشباب إلى الاقتداء به وعدم الركون إلى النوم أو الكسل بحجة عدم وجود وظائف. وبجوار إبراهيم يعمل مجموعة من الشباب في المخبز وتتنوع مهامهم، ف علي الشواكر يتولى المحاسبة، أما محمد السماعيل ومهدي العامر وشقيقه علي فجميعهم حريصون على العمل، وبالقدر ذاته حريصون على إكمال دراستهم. يدٌ تتعلم وأخرى تعمل بيده اليمنى حمل حقيبة متجهاً صوب مدرسته الثانوية، ومن ثم صوب قاعات الكلية التقنية بالأحساء، وفي اليد الأخرى حمل (السكروب وأدوات الصيانة الأخرى) في محل لصيانة الحاسب الآلي. هكذا أمضى نوح حسن الخلف سنواته الاثنتي عشرة الماضية بين مقاعد الدراسة، وأرفف ومعدات الحواسيب المختلفة، فلم يكن طموح نوح يتوقف عند تعلمه مبادئ الحاسب الآلي وحسب، لكنه تجاوز ذلك بالممارسة والرغبة لفهم المزيد من هذا العلم الرحب، كما أن ذلك الطموح كان يؤطره بحرص أكيد على الاعتماد على نفسه وتوفير مصروفه الشهري. نوح رغم أنه لم يخف رغبته في الحصول على وظيفة في شركة كبيرة أو حكومية، إلا أنه يواصل مشاوره في صيانة الحاسب الآلي حتى صار اليوم خبيراً يرجع إليه الكثير لحل مشكلة في هذا جهاز. صورة مبهرة في ورشة صغيرة لإصلاح السيارات، ووسط إمكانات متواضعة، وضع مجموعة من الأخوة يديهم بيد بعض ومن ورائهم والدهم، وراحوا يكافحون لكسب اللقمة الحلال، توقفنا عند يحيى (20 سنة) وشقيقه عقيل (21 سنة)، اللذين كانا منهمكين في إصلاح سيارتين، وتحدثا معنا باقتضاب لكونهما منشغلين، فأشارا إلى أنها يعملان في الورشة منذ نعومة أظفارهم بتشجيع من والدهم، لافتان النظر إلى أنهما تعلما الميكانيكا بدرجة جيدة جداً، وأبدى الشابان حبهما لعملهما حتى كسبا شهرة أسهمت في زيادة أرباحهما، معللين تلك الشهرة اللاتي اكتسباها إلى صدقهما وأمانتهما في أداء عملهما.