قبل أقل من سنة، أفصح رئيس هيئة دوري المحترفين الأمير نواف بن فيصل عن توجهات وطموحات الهيئة في سبيل الرقي بدوري المحترفين السعودي، أبرز تلك التوجهات كان التأكيد على أن طموح الهيئة تأمين 15 مليون ريال لكل ناد في الدوري على الأقل بحلول عام 2010، وهو ما جلب الفرح للأندية التي تعيش تحت خط الفقر كون هذا المبلغ سيقضي على الإشكاليات المالية التي تعاني منها هذه الأندية. بعد مضي 11 شهراً لم تلمس الأندية أي تغيير حقيقي في مداخيلها المالية، بل إن الأمر تجاوز تلك الأندية التي لا تمتلك راعيا، إلى أندية فقدت الشريك الاستثماري بعد أن كانت تنعم بمبالغ تسد احتياجاتها. الاتفاق والشباب والوحدة أندية فقدت رعاتها رغم نداءات الاستجداء التي يطلقها مسؤولو هذه الأندية، التفسير الوحيد لهذا الأمر هو وجود خلل يجب إصلاحه في بيئة الاستثمار الرياضي وأن عزوفاً عن الاستثمار بات يظهر على السطح بعد أن اقتصر الاستثمار على ثلث فرق الدوري. أدرك أن ثمة جهودا تبذلها الهيئة لتحسين المستوى الاقتصادي للأندية، لكن تلك الجهود لا تؤتي أكلها حتى الآن، ومع ذلك فإن الهيئة مطالبة أكثر من أي وقت مضى للتحرك ومساعدة الأندية (الكادحة) على القيام بواجباتها وهو الأمر الذي سينعكس على المستوى الفني للدوري وتحقيق طموحات رئيسها، ولعل الحديث عن عقد الشركة الراعية لدوري "زين" يدفعنا للمطالبة بإعطاء الأندية التي لا تملك راعيا النصيب الأكبر من قيمة العقد، كون ذلك سيبعث على التكافؤ في الفرص (نسبياً) بين فرق الدوري إذا أخذنا في الاعتبار أن مبلغ مليون و500 ألف ريال وهو المبلغ الذي ستمنحه الشركة الراعية لتلك الأندية - بحسب بعض الأحاديث الإعلامية - لا يغطي سوى قيمة التعاقد مع لاعب أو اثنين، فضلاً عن وضع شعار الشركة الراعية على قمصان اللاعبين في مباريات الدوري وهو ما يؤكد على أن الأندية خسرت ولم تكسب من هذا العقد قياساً بحصول أندية على مبالغ تفوق مبلغ"زين" بثلاثين ضعفاً من شركائها الاستراتيجيين، وبالتالي فإن على الهيئة السعي لإيجاد شركاء للأندية خارج نطاق شركات الاتصالات.