أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن قرار بلادها نشر نظام صاروخي دفاعي أكثر قوة وشمولية في أوروبا لا يتعلق بروسيا، بل جاء رداً على تهديد صواريخ ايران البالستية. وكتبت كلينتون في صحيفة "فايننشال تايمز" امس أن تصديق الرئيس باراك أوباما على نشر نظام دفاعي صاروخي جديد في أوروبا بصورة أسرع من النظام السابق "سيجعل أميركا أكثر قوة وأكبر قدرة على حماية قواتها ومصالحها وحلفائها، والتصدي لتهديد صواريخ إيران البالستية القصيرة والمتوسطة المدى". وأضافت "نحن لا نلغي نظام الدفاع الصاروخي بل نعزز قدراتنا على حماية مصالحنا ومصالح حلفائنا ولن نتخلى عنهم، ونقوم حالياً بنشر نظام يعزز أمن حلفائنا، ويقوّي تعاوننا مع منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويضع المزيد من المصادر في الكثير من الدول، ومن بينها بولندا وجمهورية التشيك". واكدت أن الولاياتالمتحدة "لديها التزامات قوية مشتركة وروابط تاريخية واقتصادية وثقافية مع حلفائها في الناتو، الذي ظل يمثل على مدى الأعوام الستين الماضية قوة للسلام بفضل تمسكه بالمسؤولية الجماعية حيال أمنه بموجب المادة الخامسة من دستوره، والتي تعتبر أي هجوم على دول حليفة هجوماً على جميع الدول الأعضاء في حلف الأطلسي". وكررت كلينتون تأكيد الرئيس أوباما بأن قراره نشر نظام دفاعي صاروخي جديد في أوروبا "ليس حول روسيا، بل حول ايران وتهديد برنامج صواريخها البالستية". من جانبه قال جنرال روسي كبير امس ان خطط نشر صواريخ في جيب قرب حدود بولندا لم تلغ بعد قرار الولاياتالمتحدة مراجعة خططها لنشر درع صاروخية في أوروبا. وقال الكرملين دوما إن روسيا ستنشر الصواريخ كإجراء مضاد فقط إذا مضت واشنطن قدما في درعها الصاروخي. وقالت موسكو إن الدرع يهدد أمنها القومي ويقلب الميزان الاستراتيجي في أوروبا. وقال نائب وزير الدفاع الروسي فلاديمير بوبوفكين يوم السبت في مقابلة "من الطبيعي أن نتخلى عن الإجراءات التي خططت روسيا لاتخاذها" كرد على الدرع وذكر بصفة خاصة نشر صواريخ اسكندر كأحد هذه الإجراءات. وقال ماكاروف للصحفيين المرافقين له في طائرة من موسكو الى جنيف "انهم (الامريكيين) لم يتخلوا عن الدرع المضادة للصواريخ لقد استبدلوها بعنصر ينشر في البحر." ويرافق الجنرال ماكاروف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في رحلة إلى سويسرا. وليس معتادا في روسيا أن يعارض مسؤولان كبيران بعضهما علانية في مسألة حساسة ذات أهمية داخلية أو دولية.