لقد تطورت مسيرة التنمية في المدن السعودية خلال العقود المتتابعة منذ توحيدها، وتضاعف دور التنمية المدينية في حياة المجتمع السعودي حيث كان للقطاع الحكومي دوره الفاعل في رعاية وتوجيه وتشكيل المدينة السعودية، وذلك من خلال المساهمة المادية والبشرية ومدها بالخدمات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية ودعم البنية التحتية والخدمات كالتعليم والصحة والنواحي الثقافية وغيرها. إن المشاريع التنموية الوطنية التي رصدتها الجمعية السعودية لعلوم العمران في حملتها بمناسبة الذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - والتي تصل قيمتها إلى نحو 300 مليار ريال، تنبئ بانطلاق تنمية مستدامة لمدن المملكة العربية السعودية ستعمل بمشيئة الله على تحسين رفاهية الشعب، وترفع مستويات المعيشة وتحسين الخدمات، لإيجاد حياة تفاعلية إيجابية بين مدن المملكة المختلفة، تراعي في الوقت ذاته حق الأجيال القادمة في التنمية. إن هذه المشاريع التنموية التي جاءت وفقاً للرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين بهدف إيجاد التنمية الشاملة والمتوازنة عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً في جميع مناطق المملكة، تحملنا أمانة عظيمة ومسؤولية كبرى للرقي بالمجال العمراني والاقتصادي والسعي الحثيث لخدمة هذا الوطن المعطاء وتقديم الغالي والنفيس في سبيل المشاركة في رقي وتطوير دولتنا الغالية، فالرعاية والدعم من قبل الحكومة قد توفرت، ولم يتبق سوى حمل راية الهمة والعزيمة والتسلح بالعلم الكافي واكتساب الخبرات للمساهمة في البناء والتنمية. * متخصص في التخطيط العمراني