اختتم أمس الأربعاء معرض الإلكترونيات وأجهزة التسلية الدولي بالعاصمة الألمانية برلين فعالياته الذي كان قد بدأها يوم الجمعة الماضي، وبمشاركة نحو 1164 شركة وجهة عرض من 60 دولة مقابل 1245 شركة وجهة عرض في العام الماضي 2008، وشهد المعرض لثاني مرة في تاريخه عرض أحدث الأجهزة المنزلية، في حين بلغ عدد زوار المعرض قرابة 200 ألف زائر. ويتميز معرض العام الحالي في دورته التاسعة والأربعين بطرح أحدث المنتجات الرقمية وأجهزة التلفزيون المسطحة الحديثة المرتبطة بشبكة الانترنت وسط توقعات بأن يبلغ حجم الطلبات 3 مليارات يورو. وقد أبدى مسئولون استياءهم من كثرة الحديث عن الأجهزة المستقبلية مما شتت انتباه الجمهور بعيدا عن الأجهزة الجديدة المعروضة الآن بما في ذلك أجهزة التلفزيون عالية الوضوح ومشغلات اقراص الفيديو الرقمية (دي.في.دي). وعلى الرغم من تزايد الطلب خلال العام الجاري على الكترونيات وأجهزة التسلية في ألمانيا، فإن التوقعات تشير إلى تراجع قيمة المبيعات بنسبة 1.5% بسبب انخفاض أسعار الأجهزة وبصفة خاصة التلفزيونات. وعلى عكس المعرض العالمي الآخر في مجال الأجهزة الإلكترونية المنزلية وهو معرض لاس فيجاس بالولايات المتحدة فإن آي.إف.إي يفتح أبوابه أمام الجمهور في حين يقتصر ضيوف المعرض الأمريكي على العاملين في مجال الأجهزة الإلكترونية. وقال كريستيان جويكه الرئيس التنفيذي لمعرض برلين في مؤتمر صحفي قبل الافتتاح إن عدد المشاركين يشير إلى الاتجاهات العامة في باقي القطاعات الاقتصادية. ويعتبر المعرض بمثابة نافذة للمستهلك على آخر مستجدات التقنية الحديثة في عالم الالكترونيات والأجهزة المنزلية وأجهزة التسلية، ولا تكاد توجد زاوية في هذه الصالات بلا جهاز يسترعي الانتباه ويستحق التوقف عنده وإلقاء نظرة فاحصة عليه وربما تجربته. وتعتبر شركات الإنتاج السنيمائي ومنتجو الأجهزة الإلكترونية أن الفيديو ثلاثي الأبعاد مصدر ربح وفير، ويبدو أن الاتجاه الآن فيما يتعلق بالتلفاز نحو حجم أكبر خلافا لما كان عليه الأمر في السابق حيث كان الناس يميلون لاستغلال مساحات غرف الجلوس بشكل أفضل. وأصبحت أجهزة التلفاز الكبيرة تبدو صغيرة مقارنة بأجهزة اليوم الجديدة. يأتي ذلك في ضوء سعي الشركات لتوفير "سينما" صغيرة في المنازل من خلال أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد. ومازال على المشاهد أن يرتدي نظارة خاصة حتى تكتمل متعته بمشاهدة هذا الجيل من التلفاز. وشك بعض الخبراء في قدرة الشركات التي أعلنت عزمها جعل التلفاز ثلاثي الأبعاد قابلا للتسويق الواسع قريبا في الأسواق على تنفيذ هذا الوعد. وقال أحد مديري الشركات المشاركة في المعرض: "علينا أن نراهن على ما نستطيع تقديمه للمستهلك بجودة عالية وليس على ما نأمل في تحقيقه في المستقبل". وهناك دعاية قوية لأقراص الليزر الأزرق ذات الصور الأكثر نقاء وهي الأجهزة التي حلت محل أجهزة العرض الرقمية دي فى دي، ومازال بعض التجار يعتبرون هذه الأجهزة الجديدة شيئا خاصا بالمستقبل خاصة بسبب ارتفاع أسعارها. ورغم تضرر هذا القطاع جراء الأزمة الاقتصادية إلا أن بعض أجنحة العرض تعيد الى الاذهان "الأوقات الذهبية" للقطاع خلال العقد الأخير من القرن الماضي عندما حققت الشركات أرباحا طائلة في الوقت الذي لم يكن فيه معرض ايفا في برلين قد وصل لهذه الشهرة في مجال الصناعات الالكترونية. ولا تغيب الألعاب المسلية بالطبع عن معرض ايفا هذا العام وهي الألعاب التي تجتذب الشباب. وبإدراج أجنحة لعرض الأجهزة المنزلية تكون إدارة معرض ايفا قد أضافت المزيد من العناصر الاستعراضية على المعرض. وتراهن الصناعة بذلك على التوجه المتزايد للألمان للطبخ في بيوتهم.