ضربت سيول هائجة الشطر الأوربي من مدينة اسطنبول أمس الأربعاء جراء أمطار غزيرة لم تشهدها المنطقة من أكثر من ثمانين عاماً، وأسفرت السيول عن مصرع 30 مواطناً 23 في اسطنبول و7 في ولاية تكيرداغ القريبة من اسطنبول. وكان بين ضحايا اسطنبول 7 نساء لقين حتفهن داخل باص صغير كان ينقلهن الى العمل في مصنع للمنسوجات. وأدى تراكم مياه الامطار التي هطلت بغزارة ودون انقطاع على اسطنبول اعتبارا من منتصف ليلة الثلاثاء الى غمر العديد من أحياء شطره الاوروبي وخاصة حي إكيتللي والأحياء المحيطة به وجرف مئات السيارات والشاحنات واكتساح مئات البيوت، ووصل مستوى المياه في بعض الشوارع الى أربعة أمتار. وشارك في عمليات الإغاثة فرق المطافئ وعمال البلديات وعناصر الدفاع المدني وتم إنقاذ عشرات المواطنين المحصورين بسبب السيول بمكائن العمل الضخمة والقوارب المطاطية والمروحيات العسكرية. وشرعت فرق الإنقاذ بانتشال جثث الضحايا وبينها 6 جثث سائقين نائمين داخل شاحناتهم في مرأب سيارات. وتسببت السيول في انهيار عمارة كما غمرت عددا كبيرا من المصانع والورشات في حي صناعي وشل حركة المرور في الطرق الرئيسية المؤدية الى مطار اسطنبول. وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من احتمال تصاعد عدد ضحايا كارثة السيول التي أعادت الى الأذهان كارثة تسونامي التي وقعت عام 2004 خاصة بعد تعذر الوصول الى 12 شخصاً يحتمل أن يكونوا قد انجرفوا في مياه السيول. وكانت الأمطار الغزيرة قد بدأت قبل يوم واحد في بداية بحر مرمره متجهة نحو اسطنبول وحصدت في طريقها حتى المدينة أرواح 7 ضحايا. ودعا المسؤولون المواطنين الى توخي الحذر بسبب توقع استمرار هطولات المطر في المنطقة حتى يوم الأحد القادم.