بلغ القلق أقصى حدوده لدى أنصار المنتخب السعودي وهم يترقبون اليوم مواجهة الإياب مع المنتخب البحريني في الملحق الآسيوي المؤهل لمواجهة منتخب نيوزلندا بطل منطقة أوقيانيا في الملحق الفاصل للحاق بركب المتأهلين الى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010. ولم يغير التعادل السلبي الذي عاد به (الأخضر) من مواجهة الذهاب التي جمعت المنتخبين السبت الماضي في المنامة شيئا في نفسيات الشارع السعودي؛ بل على العكس من ذلك فقد زاد منسوب المخاوف أكثر من تلاشي فرصة الوصول للمونديال للمرة الخامسة على التوالي. وظلت المخاوف تراوح مكانها لدى السعوديين طوال التصفيات؛ إذ كانوا قاب قوسين من فقدان الأمل تماماً؛ بعد أن تخلف المنتخب في مجموعته الثانية في التصفيات النهائية التي ضمت إلى جانبه منتخبات كوريا الجنوبية، وكوريا الشمالية، وإيران، والإمارات، فكان قد أنهى الدور الأول وهو في المركز الرابع بأربع نقاط فقط من أربع مباريات، قبل أن يبادر الاتحاد السعودي بإقالة المدرب المواطن ناصر الجوهر، وتعيين البرتغالي خوزيه بيسير الذي أعاد (الحافلة الخضراء) للطريق الصحيح وساهم في تجديد الآمال، وكان قاب قوسين من التأهل لولا تفريط المنتخب في الفرصة السانحة التي أتيحت له حينما لعب في آخر مبارياته في التصفيات أمام كوريا الشمالية في العاصمة الرياض لكسب البطاقة الثانية، بيد أنه فقدها بعد تعادله السلبي أمام قرابة 70 ألف متفرج، إذ كان يحتاج للفوز، ليضطر لخوص الملحق. ورغم حالة القلق التي لا زالت تعشِّش في نفوس السعوديين خشية فقدان فرصة التأهل الأخيرة، وهم الذين اعتادوا على رؤية منتخبهم في أكبر تظاهرة كروية منذ العام 1994، حينما شارك في كأس العالم بالولايات المتحدة، إلا أن ثمة بوارق أمل تومض بين الحين والآخر، ذلك لمعرفتهم بقدرة (الأخضر) على تجاوز أقصى الظروف وأصعب الامتحانات. ويؤكد على هذه الحقيقة قائد المنتخب السعودي السابق أحمد جميل الذي يشاطر الشارع السعودي مخاوفه؛ غير أنه لا يزال يتمسك بخيط التفاؤل كما يقول. ويضيف: "من يعرف تاريخ الكرة السعودية، يدرك حقيقة أن معظم الإنجازات التي تحققت للكرة السعودية كانت تمر من البوابات الضيقة، وإذا ما استثنينا التأهل لمونديال ألمانيا الأخير، فإن بلوغنا للمونديال في المرات الثلاث الأول كان يأتي بعد مخاض عسير". ويسترجع نجم الدفاع السعودي السابق شريط ذاكرته إلى تأهل المنتخب للمونديال لأول مرة في تاريخه: "كان تأهلنا أشبه بالمعجزة، فقد كنا نفقد الفرصة في كل مباراة، لكنها سرعان ما تتجدد، وفي نهاية المطاف خطفنا البطاقة الأولى بعد أن تصدرنا الترتيب بفوزنا على المنتخب الإيراني 4-3". ويراهن مسيِّرو المنتخب السعودي على قدرتهم في تجاوز المنعطف الخطير اليوم، عطفاً على أن المباراة تقام في الرياض؛ ما يعني أنهم سيدخلون المواجهة مدجَّجين بسلاحي الأرض والجمهور؛ إذ يعد السلاح الأخير من أقوى أسلحة المنتخب السعودي؛ خصوصا وأنه يعتمد على مؤازرة قرابة 70 ألف متفرج. ومن المعروف عن الجماهير السعودية أنها لا تتأخر أبداً في الوقوف خلف منتخب بلادها في أي مدينة من مدن السعودية تقام عليها مبارياته، أيا تكن الظروف؛ إذ غالبا ما تغص المدرجات بالحضور، وهو ما جعلها مضرباً للمثل في منطقة الخليج العربي.