الطريق الطويل نحو نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 بدأ بعد نحو عام فقط من فوز ايطاليا على فرنسا في نهائي مونديال ألمانيا 2006، وليس من ويمبلي أو ماراكانا، بل من ابيا عاصمة ساموا ضمن تصفيات قارة أوقيانيا، وتحديدا في آب (أغسطس) 2007. وجمعت المباراة الاولى في التصفيات تاهيتي وكاليدونيا الجديدة، وصادفت قبل نحو ألف يوم من موعد النهائيات في جنوب أفريقيا، حيث أمل احد منتخبات هذه المنطقة في قطع مسافة طويلة تبلغ نحو 15 ألف كلم إلى جوهانسبورغ للمشاركة في النهائيات. وقال رئيس اتحاد اوقيانيا رينالد تيماري "إن أنظار العالم، وليس فقط أوقيانيا منصبة علينا". وكان قائد منتخب كاليدونيا الجديدة بيار واجوكا صاحب أول هدف في تصفيات مونديال 2010 حين انبرى لركلة جزاء في الدقيقة التاسعة ليقود فريقه إلى تحقيق أول فوز فيها أيضاً. وأجريت المباراة ضمن الدور التمهيدي من التصفيات اذ تأهلت أربعة منتخبات للجولة النهائية، هي نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة وفيجي وفانواتو. لكن خبرة الأولى لعبت دورها فاقتنصت صدارة المجموعة برصيد 15 نقطة، بفارق 7 نقاط عن كاليدونيا الجديدة أقرب منافساتها. وتأهلت لمقابلة الفائز من الملحق الآسيوي لتحديد من سيتأهل منهما إلى نهائيات جنوب أفريقيا. في القارة الآسيوية، كانت معالم المنتخبات المتأهلة مباشرة تتضح بعد ضمنت أستراليا بطاقتها. وهي عادة كانت تحصل على فرصة خوض مباراتي الملحق مع احد منتخبات القارات الأخرى قبل أن تنتقل لخوض التصفيات في آسيا بعد عام 2006، ما منح الأفضلية لنيوزيلندا للعب هذا الدور في أوقيانيا. بعد تأهل منتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية مباشرة عن آسيا، كانت الأنظار تتجه إلى الملحق الآسيوي بين البحرين والسعودية. سيطر التعادل السلبي على مباراة الذهاب في المنامة، ثم انتزعت البحرين التعادل 2-2 اياباً في الرياض. وتابعت طريقها للقاء نيوزيلندا في ملحق آسيا-أوقيانيا. وقد لا يكون منطقياً أن تعلن منتخبات أوقيانيا المتواضعة كروياً أهدافاً صعبة المنال قبل ثلاث سنوات من المونديال، لكن نيوزيلندا لم تفوت الفرصة مع اقتراب التصفيات من نهائيتها وبلوغها الملحق، فتعادلت مع البحرين صفر-صفر ذهاباً في المنامة وفازت عليها 1-صفر اياباً في ويلينغتون لتنضم إلى الكبار في جنوب أفريقيا. كانت المنتخبات المتأهلة للنهائيات تعلن تباعاً في القارات الاخرى، مع احتدام المنافسة في الجولات الأخيرة في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية. ومع إن منتخبات إيطاليا وإنكلترا وإسبانيا وبارغواي والبرازيل كانت تعلن تأهلها، وقعت منتخبات أخرى عريقة في مواقف حرجة جداً منها الأرجنتين بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا، اذ احتاج الى الفوز في الجولتين الأخيرتين للتأهل، وأيضاً فرنسا والبرتغال اللتين خاضتا الملحق الأوروبي للحاق بركب المتأهلين. وشكّل الملحق الاوروبي ختام التصفيات، ومعه الملحق الأفريقي أيضاً بين الجزائر ومصر في مباراتهما الشهيرة على ملعب محايد في السودان (أم درمان) حيث فازت الأولى 1-صفر وحجزت بطاقتها لتكون الممثلة الوحيدة للعرب في النهائيات.