تتبايبن حظوظ المؤسستان التعليمية والصحية في محافظة طريف (60 ألف نسمة)، فبينما كان أهاليها يحلمون بوجود مؤسسة تعليمية أسوة بجميع محافظات المملكة، وتحقيق ذلك بافتتاح كلية المجتمع، إلا أنها كانت دون تطلعات المحافظة، التي ابسط ما نستطيع أن نقول عنها انها محافظة لم تلحق بركب النهضة التي تشهدها المملكة، حتى بعد افتتاح جامعة الحدود الشمالية بعرعر. لكن الأمر كان عكس ذلك مع مستشفى محافظة طريف العام، الذي مر بظروف حرجه أثرت سلبا على أهل المحافظة، وأدت إلى تبدد الثقة بين المريض والمستشفى، إلا أن المستشفى بدأ يستعيد ثقة المواطنين على مايبدو. ولمعرفة أسباب هذه التطور الإيجابي في مستشفى طريف العام، تحدثت «الرياض» مع مدير المستشفى مدالله بن مقبل الشراري، وقال: التغير أتى بفضل الله أولا، ثم بفضل دعم مستشفى طريف بطاقم طبي متكامل خلال هذه السنة من أطباء وفنيين، حيث ازداد عدد الأطباء بالطوارئ من 11 إلى 21 طبيبا، وتضاعف عدد الأخصائيين من 19 إلى 33، إضافة إلى الاستشاريين، ومازلنا نسعى لإكمال بعض التخصصات، كما تم دعم أقسام التمريض والأشعة والمختبر والصيدلية بكوادر إضافية لضمان حسن سير العمل ورفع المستوى العام. وأضاف: كما تم دعم المستشفى ولله الحمد بعدد من الأجهزة الهامة ومعدات جراحية مختلفة، مثل جهاز تحليل الهرمونات، وجهاز تحليل الفيروسات، وأجهزة غسيل كلى حديثة، وبعض أجهزة العلاج الطبيعي.. الخ، موضحاً أنه سعيا منا لاستيعاب واستغلال قدرات الطاقم الطبي والأجهزة، قمنا بإنشاء قسم لعمليات النساء والتوليد وقسم للعناية المركزة لحديثي الولادة، واستحداث مبنى للعلاج الطبيعي، وعيادة بصريات متكاملة، وعيادة تغذية لتقديم إرشادات غذائية لمرضى السكري والضغط والأمراض المزمنة الأخرى، وصيدلية داخلية تخدم المرضى المنومين، واستحداث مكتب ومنصب مساعدة رئيس التمريض لمتابعة عمل وشؤون الممرضات، وإنشاء غرف للأطباء المقيمين بالأقسام الداخلية كافة، كما تم توسعة قسم المختبر. وعن الانجازات الناتجة عن هذا الدعم، قال: تم تقديم خدمات طبية متميزة للمرضى، وإجراء عمليات جراحية لم تكن تجري بالمستشفى، مثل عمليات جراحة المناظير، وعمليات فتح الجمجمة، وعملية تصليح قطع الشريان، وإزالة أورام وغيرها، إضافة إلى التشديد على الأطباء بضرورة المتابعة المستمرة للمرضى، ما أدى إلى انخفاض واضح في عدد تحويلهم لمستشفيات أخرى في المنطقة، مشيراً إلى أنه ترافق مع ذلك عمل بعض الاجراءات التصحيحية لتحسين ورفع مستوى الطاقم الطبي، خصوصا الأطباء، من عمل محاضرات ودورات، وكذلك تكريم الأطباء المتميزين، كما تم إعادة تقييم بعض الأطباء، وإنهاء عقود البعض الآخر. أما على صعيد التعليم، التقت «الرياض» بعض المواطنين الذين تحدثوا عن معاناتهم مع مستوى التعليم العالي بالمحافظة، وقال فياض الرويلي إنه رغم توفر كل الاشتراطات، لم يكن ذلك سبب كاف لافتتاح كلية غير كلية المجتمع، التي لا يتجاوز ثلاثة تخصصات واستغرب التركيز على محافظات ونسيان باقي المحافظات. من ناحيته أوضح سلامه دغيم أن البعد الجغرافي عن الخدمات التعليمية يقف عائق أمام بنات وأبناء المحافظة، ولم تأخذ وزارة التعليم العالي بهذا المبرر لعشرات السنين، وسارت جامعة الحدود الشمالية على نفس النهج، وظل طلاب وطالبات المحافظة يعانون الأمرين من الغربة. ويضيف المهندس تركي الرويلي: اطلعت على خبر لوكالة الأنباء السعودية عن قرارات صدرت بعد جلسة لمجلس جامعة الحدود الشمالية للعام الجامعي 1428 / 1429ه، ومن القرارات افتتاح كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، وكلية العلوم بطريف، ولكن يبقى السؤال، متى ينفذ ذلك القرار؟. كما يضيف احمد طلال: لقد حان الوقت لأن تقوم جامعة الحدود الشمالية بفتح بعض الكليات في محافظة طريف، لتحقيق التوازن في المنطقة والتقسيم العادل بين المحافظات، خصوصا إذا كانت المحافظات متساوية تقريبا، فالزمن تغير عن الماضي، والمحافظة أصبح بها كثافة سكانية كبيرة، فيجب على الجامعة المشاركة بخدمتها بكل يسر وسهولة، فمحافظة طريف واقعة في الجهة الغربية من المنطقة وفيها عدد كبير من الطلاب والطالبات الذين يحتاجون إلى خدمتهم من خلال فتح بعض الكليات المناسبة، كالحاسب والتربية والطب وغيرها، لتوفر عليهم التنقل لمسافات طويلة (500كلم) إلى اقرب كلية.