وجهت دول أوروبية انتقادات علنية أمس للغارة الدامية الاخيرة التي نفذها الحلف الاطلسي في شمال افغانستان، في حين يسعى الاتحاد الاوروبي الى وضع استراتيجية في البلاد عبر دفعها الى تولي المزيد من المسؤوليات ومكافحة الفساد بشكل افضل. والقصف الذي استهف فجر الجمعة صهريجين محملين بمادة البنزين سرقهما عناصر من طالبان في ولاية قندوز واسفر عن مقتل تسعين شخصا على الاقل، القى بثقله في اليومين الماضيين على اجتماع وزراء خارجية الدول الاوروبية في ستوكهولم المخصص اساسا لدراسة تقديم المساعدات الى افغانستان. وفي معرض النأي بنفسه عن ألمانيا التي أعطى أحد ضباطها الأمر بإطلاق النار ودافع، على العكس، عن العملية مبرراً إياها بما مثلته سرقة الصهريجين من خطر على الجنود الالمان، فان الوزير الفرنسي برنار كوشنير وصف الحادث بأنه "خطأ فادح". واعتبر أن الاستراتيجية في افغانستان يجب ان تكون "بصورة رئيسية العمل مع الشعب الافغاني لا قصفه". من جهته، اتخذ وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن الموقف نفسه معتبرا ان "هذه العملية ما كان ينبغي ان تحصل"، بينما تحدث نظيره الايطالي فرانكو فراتيني عن "اعمال فظيعة كان يجب ان لا تحدث ابدا". وابدى نظيره البريطاني ديفيد ميليباند امس عن خشيته من ان يؤدي الحادث الى "عرقلة" استراتيجية الغربيين. واختصر الوزير السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي الوضع بالقول "ان كل قتيل هو ماساة، ولا أعتقد اننا سننتصر في هذه الحرب عبر القتل، ان ذلك يحصل بالدرجة الاولى عبر حماية السكان". وأضاف "إذا تمكنا من تفادي هذا النوع من الامور وركزنا أكثر على الأوجه السياسية والمدنية لما يحصل في افغانستان، لكان هذا افضل". من جهة أخرى دافع وزير الدفاع الالماني فرانز يوزف يونغ عن عملية القصف التي قام بها الحلف الاطلسي، وقال على موقع صحيفة بيلد الالكتروني "عندما يستولي طالبان على صهريجين للبنزين على مسافة ستة كيلومترات منا هذا يعني خطرا كبيرا بالنسبة لنا". من جهته اكد وزيرالدولة لشؤون الدفاع توماس كوسيندي ان الغارة رمت إلى منع طالبان من تنفيذ هجوم انتحاري يستهدف الجنود الالمان. وصرح في مقابلة مع الصحيفة المحلية نوردفيست تسايتونغ "ننطلق من مبدأ ان الصهريجين المسروقين يمكن قيادتهما الى معسكر الجيش الالماني لاحداث اكبر قدر من الاضرار في عملية انتحارية". قائد القوات الاجنبية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال خلال زيارته للقاعدة العسكرية الالمانية في قندوز أمس. (أ.ب) من جانبه وعد القائد الاميركي للقوات الاجنبية في أفغانستان أمس بإجراء تحقيق كامل حول الغارة في ولاية قندوز شمال افغانستان. وقال الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال في بيان متلفز بثته محطة تلفزيون "تولو تي في" الخاصة الافغانية، "بوصفي قائدا للقوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) ليس هناك اهم من ضمان امن وحماية الشعب الافغاني". وأضاف "لقد أمرت بإجراء تحقيق شامل حول اسباب ونتائج هذا الهجوم، وساطلع عليه الشعب الافغاني".