من حق حائل أن تزهو بجبالها بمثل اعتزازها برجالها، فالجبال تعني العلو والبروز والشموخ والمنعة،والرجال في هذا والجبال سواء، فحائل تتمتع ولله الحمد بكل هذا، كسائر مناطق المملكة وما تنعم به من رخاء وبناء، بتوجيهات وقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني يحفظهم الله. وحين يكون الحديث عن جوائز للأعمال الخيرية والكرم الحاتمي فالأنظار تتجه إلى حائل، وإلى أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، الذي يحرص على تكريم الخير والخيرين والإبداع والمبدعين ،في كل عام، فيما يعف عند المغنم ،وينسى سموه أنه أول من يستحق هذا التكريم. نحن إذاً على موعد مع أمسية رمضانية في شرفة جبلية، في حائل حاتم. لقد ترددت في المشاركة بمقال في الملحق الإعلامي الذي ستصدره الصحيفة عن حفل جائزة حائل للأعمال الخيرية في نسختها الخامسة لهذا العام. ترددت لأنني حتماً سأتطرق إلى تشرَّف أخي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد حفظه الله بالفوز بهذه الجائزة وشهادتي في أخي مجروحة، رغم أن الكثيرين كتبوا عن عطاء الدكتور ناصر، وحبه للخير والبذل ومساعدة الآخرين، تماماً بمثل ما كتبوا عن أعلام ونخب تعتبر رموزاً وبيارق خفاقة في ساحات السخاء وميادين البذل والعطاء في هذا الوطن العزيز الذي يجسد بقيادته الحكيمة وشعبه الكريم، المثل والقدوة في أخلاق المسلم ومروءة العربي ونخوته وشهامته. إن تكريم الرواد في شتى الأعمال التي تبرز القيم العظيمة لمجتمعنا، هو بلا شك تقدير واحترام من المسؤولين والجهات المعنية لهؤلاء الباذلين المبدعين ،ومن جهة أخرى يمثل تحفيزاً للموسرين والقادرين كافة للاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية والوطنية. ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أعبر عن عظيم اعتزازي بمناسبة فوز أخي العزيز الدكتور ناصر يحفظه الله بهذه الجائزة، بكل ما تعنيه وتمثله من معان عظيمة، وأن اشكر رئيس وأعضاء لجنة الجائزة ،كما لا يفوتني أن أتوجه لأخي بأخلص التهاني القلبية على هذا الفوز الذي بكل حياد وتجرد قد لاقى أهله. فالكل يعرف ما قدمه ويقدمه الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لخدمة دينه ومليكه ووطنه،ودعمه للأعمال الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني ،وتمويله للعديد من كراسي البحث العلمي في جامعاتنا الوطنية، منها أربع كراسي بحثية في جامعة الملك سعود لأمراض القلب وأمراض العيون والوقاية من المخدرات ورواد المستقبل،وكرسي خامس بجامعة حائل. لكن مالا يعرفه الناس عن الدكتور ناصر، وأعرفه أنا بصفة شخصية ربما دون إخواني الآخرين، بحكم قربي من أخي ناصر وتشرفي بالعمل تحت رئاسته،هو أنه يحفظه الله يتردد في الإعلان عن الكثير من تبرعاته ومساهماته، لأنه يرجو من ورائها الأجر والمثوبة، ويعتبرها ديناً في رقبته وواجبا وطنياً واجتماعياً يؤديه تجاه بلاده وأهله وجماعته، لكنه يضطر للإعلان عنها لتشجيع الموسرين والقادرين لدعم أعمال الخير، التي يتمثل أخي فيها ويحاكي في حدود إمكاناته أعمال وأفعال ولاة الأمر يحفظهم الله الذين يجسدون لأخي ولغيره المثل والقدوة. ومع ذلك هناك من الأعمال الخيرية التي يتوجه بها للمحتاجين من يؤثر حفظه الله أن تظل لخصوصيتها غير معلنة. حفظ الله بلادنا العزيزة الغالية، وأعز قيادتنا وولاة أمرنا وحماهم من كل سوء، وكثَّر من الأخيار والخيِّرين، وفضح الحاقدين والمارقين، وأفشل خططهم، وكشف أمرهم.